قلت: فمن يحتمله جعلت فداك ؟ قال: من شئنا يا أبا الصامت. قال أبو الصامت: فظننت أنّ للّه عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلثة . ۱
مورد الاختلاف :
يدلّ الحديث الأوّل على أنّ الناس يحتملون علومهم ويتّبعونهم عليهم السلام عندما يعرفون محاسن كلامهم ، ويدلّ الثاني على أنّ حديثهم وعلمهم وفضلهم صعب مستصعب إلاّ أنّه استثني من ذلك طوائف ثلاث ، ودلّت الطائفة الثالثة من الأحاديث على أنّه «لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا مؤمن ممتحن ».
علاج الاختلاف :
يعلم العلاج ممّا تقدّم؛ فإنّ أحاديثهم عليهم السلام وعلمهم وفضلهم ذات مراتب مشكّكة ، منها ما لو عرفه الناس لاتّبعوهم عليهم السلام ، ومنها ما لايحتمله إلاّ الخواصّ ، ومنها ما لا يحتمله إلاّ مَلَك مُقرّب أو نبي مُرسل أو . . . ، ومنها ما هو أصعب من ذلك فلا يتحمّله أحد غيرهم عليهم السلام كما لم يتحمّل موسى عليه السلام ما علَّمه اللّه سبحانه للعبد الصالح ۲ . ومن شواهد ذلك ـ مضافا إلى الآية المشار ـ إليها :
۲۳۹.ما رواه الكليني بإسناده عن محمّد بن عبد الخالق وأبي بصير، قال:قال أبو عبد اللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، إنّ عندنا واللّه سرّا من سرّ اللّه ، وعلما من علم اللّه ، واللّه ما يحتمله ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان، واللّه ما كلف اللّه ذلك أحدا غيرنا، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا، وإنّ عندنا سرّا من سرّ اللّه ، وعلما من علم اللّه ، أمرنا اللّه بتبليغه، فبلّغنا عن اللّه عز و جل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعا ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه، حتّى خلق اللّه لذلك أقواما خلقوا من طينة خلق منها محمّد وآله وذرّيّته عليهم السلام ، ومن نورٍ خلق اللّه