255
اسباب اختلاف الحديث

الذهاب إلى الجمعة بسكينة ووقار ، فالاختلاف بين المشي مسرعا وبينه بسكينة ووقار واضح جدّا .

علاج الاختلاف :

الحديث الثاني جاء مفسّرا لـِ «السعي» المأمور به ، ففسّره بما لا ينافي المشي بالسكينة والوقار ، حيث فسّره الإمام عليه السلام بـ : «الانكفات» ، أو المضيّ نحوها، والاهتمام بها، والعمل لها؛ بتمهيد مقدّماتها ، وذكر الآية شاهدا لهذا المعنى .
وممّا يشهد ـ من الأحاديث ـ لهذا المعنى :

۲۴۵.ما في تفسير القمّي بإسناده عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى :« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ »۱ قال: « اسْعَوْاْ » : أي امضوا ، ويقال: « اسْعَوْاْ » اعملوا لها؛ وهو قصّ الشارب ، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار ، والغسل ، ولبس أفضل ثيابك ، وتطيّب للجمعة فهو السعي ، ويقول اللّه : « وَ مَنْ أَرَادَ الْأَخِرَةَ وَ سَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَ هُوَ مُؤْمِنٌ »۲ . ۳

1.الجمعة : ۹ .

2.الإسراء : ۱۹ .

3.تفسير القمّي : ج۲ ص۳۶۷ ، مستدرك الوسائل: ج۶ ص۸۹ ح۶۵۰۱ .


اسباب اختلاف الحديث
254

تنبيه : إنّ طائفة من الأحكام أو قيودها لم تُبيّن بعدُ لحدّ الآن ؛ لعدم مجيء ظروفها وإنّما بقيت مذخورة عند خاتم الأوصياء عليه السلام فيظهرها ويبلِّغها بعد ظهوره ، عجّل اللّه تعالى فرجه، وأرانا يومه، بمحمّد وآله صلوات اللّه عليهم أجمعين .

المثال : استحباب المشي سعياً إلى صلاة الجمعة

۲۴۳.۱ . في تفسير النعماني ـ في خبرٍ طويل ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال :فالإيمان باللّه تعالى هو أعلى الأعمال درجة . . . وأمّا ما فرضه اللّه تعالى على الرجلين ، فالسعي بهما فيما يرضيه ، واجتناب السعي فيما يسخطه ، وذلك قوله سبحانه: « فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ » . ۱

۲۴۴.۲ . الصدوق بإسناده عن الحلبي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :إذا قمت إلى الصلاة ـ إن شاء اللّه ـ فأتِها سعيا ، ولتكن عليك السكينة والوقار، فما أدركت فصلّ، وما سبقت به فأتمه؛ فإن اللّه عز و جل يقول: « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ »۲ ، ومعنى قوله: « فَاسْعَوْاْ » هو الانكفات . ۳

بيان : الانكفات : الانضمام والالتحاق ؛ من الكَفْت بمعنى ضَمّ شيء إلى شيء ، يقال : «كَفَتَ الشيءَ يَكْفِتُه كَفْتاً ، و كَفَّتَه: ضَمَّه وقَبَضَه ، وكلُّ شيء ضَمَمْتَه إِليكَ فقد كَفَتَّه . والكِفاتُ: الموضعُ الّذي يُضَمُّ فيه الشيءُ و يُقْبَضُ» ۴ .

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل يدلّ على استحباب المشي سعيا إلى صلاة الجمعة ، والسعي بظاهره يشمل الإسراع وهو ما فوق المشي المتعارف، سواء أكان بالعدو أو دونه ، مع أنّ الثاني يدلّ على

1.بحار الأنوار: ج۹۳ ص۴۹ ، مستدرك الوسائل: ج۱۱ ص۱۴۳ ـ ۱۴۷ ح۱۲۶۶۰ .

2.الجمعة : ۹ .

3.وسائل الشيعة: ج۵ ص۲۰۳ ح۶۳۳۲ .

4.راجع لسان العرب : ج۲ ص۷۹ (كفت ) .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227432
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي