مورد الاختلاف :
ظهر وجهه من خلال ما ذكرناه في ذيل طرفي الاختلاف .
علاج الاختلاف :
ظهر من خلال ما رويناه في ذيل الحديثين المختلفين وجه علاج الاختلاف؛ بحمل الثانية على البداء .
وأشرنا في أوّل البحث إلى كون البداء انكشاف علمه تعالى وانطباع هذا الظاهر من جديد في لوح المحو والإثبات ، وأنّ هذا الانكشاف والانطباع على قسمين :
أ ـ ما لم يُطلِع الأنبياء والأولياء عليه وأنّه سيبدو له تعالى .
ب ـ ما يُعلمهم به أو بعضهم ويطلعهم على المكتوب في اللوح المحفوظ الّذي سيبدو له تعالى ويكتبه في لوح البداء .
إذا عرفت ذلك فاعلم أنَّ إمامة الإمامين الكاظم والعسكري عليهماالسلام وإن كان من القضاء المبرم المحتوم من اللّه تعالى من قبلُ ، والمعلوم للرسول صلى الله عليه و آله وعترته بل لخواصّهم، إلاّ أنّ بعض مقتضيات إخفائها ـ كشدّة التقيّة ـ أوجبت انطباعَ إمامة إسماعيل وأبي جعفر عليهماالسلامـ كقضيّة مشروطة ـ في بعض ألواح العلم الإلهي ممّا يحتمل المحو والإثبات ، بحيث لو كانا حيّين بعد أبويهما لكانا إمامين ، فعندما ينتفي الشرط المزبور ـ بتعلّق مشيئته تعالى على موتهما في حياة أبويهما ـ ينتقل العلم المفصَّل المسطور في اللوح المحفوظ وينطبع في هذا اللوح . ومن خواصّ هذا اللوح القابل للمحو والإثبات قرب نزولِ ما فيه إلى الأرض وتحقّقِه .
ولا يخفى أنّ انتفاء الشرط المذكور في موارد أيضا معلوم للّه سبحانه، مكتوب في اللوح المحفوظ ، بل ربما يكون معلوما للنبيّ والوليّ؛ بإخبار الملك المطّلع عليه مثلاً .
ثمّ إنّ ألواح علمه تعالى ليست إلاّ بعض ملائكته، سواء في ذلك اللوح المحفوظ ولوح المحو والإثبات ؛ وما في هذه الألواح من الإجمال والتفصيل هو بسبب تفاضل مقامات هذه الملائكة والملائكة المأذونين بالاطّلاع على اللوح المذكور انطلاقا إلى ما وكِّلوا عليه من الاُمور .