الثاني، مع ما تقدّم ويأتي في تبيين البداء .
وشأن البداء في انقسامه إلى التامّ والناقص نظير النسخ في انقسامه إلى النسخ الناظر وغير الناظر ، فتدبّر .
وبالجملة فكما أنَّ النسخ ينقسم إلى قسمين : النسخ الناظر ، وغير الناظر ، فكذلك البداء ـ الّذي هو من علم الغيب ـ على قسمين :
1 . ما لايُطلِع عليه أحدا إلاّ قُبَيل تحقّقه ؛
2 . ما يُطلع عليه مَنِ ارتضى من ملائكته ورسله وحججه عليهم السلام .
بل قد يوجد في الوحي النازل على أوليائه عليهم السلام تلميح إلى البداء ، كما جاء في الأحاديث الواردة في تأويل قوله تعالى : « وَ هُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ »۱ . ففي قوله تعالى : « لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَ مِن بَعْدُ » تلميح لطيف إلى البداء بالتقديم والتأخير كما نصّت عليه الأحاديث . الروم : 3 و 4 . ويشهد للثاني ، مضافا إلى ما تقدّم :
۲۶۹.ما رواه عليّ بن إبراهيم مسندا عن أبي عبد اللّه عليه السلام :إنَّ جبرئيل استثنى في هلاك قوم ونس ولم يسمعه يونس . ۲
۲۷۰.وعنه عليه السلام أيضا :إنَّ اللّه عز و جل أخبر محمّدا بما كان منذ كانت الدنيا ت، وبما يكون إلى انقضاء الدنيا ، وأخبره بالمحتوم من ذلك، واستثنى عليه فيما سواه . ۳