بالحمل على التسامح في التحديد .
الشاهد على التسامح في التحديد بالأشبار : هو الدقّة اللازمة في تحديد موضوع الحكم الإلزامي وتقديره بالأرطال، واختلاف المقادير الحاصلة من التحديد بالأشبار والأذرُع، فإنّه خير شاهد على أنّ التحديد بالأشبار في الأحاديث المعتبرة مبنيّ على المسامحة، وكون الأشبار والأذرُع من العناوين المشيرة .
توضيح ذلك أنّ تعدّد عناوين الموضوع الواحد ذي الحكم الواحد لا يخلو عن وجوه :
أ ـ أن يكون كلّ واحد منها موضوعا برأسه .
ب ـ أن يكون بعضها موضوعا وبعضها الآخر مشيرا .
ج ـ أن يكون الموضوع مغايرا للعناوين المفروضة، مع كون كلّ واحد منها مشيرا ومعرِّفا لذاك الموضوع ، وعدم تساويها كمّا وكيفا .
أمّا الأوّل فلا يعقل هنا ، لبُعد جعل عناوين متعدّدة مختلفة في الكمّ موضوعة لحكم واحد . والثاني لا يجري فيما نحن فيه؛ لاختلاف التحديدات المفروضة للكرّ . فلا يبقى إلاّ طرح الأحاديث المعتبرة، أو الحمل على وجه متعارف على ضوئه يحافظ على النقل المعتبر ، فيكون متعيّنا .
ومحلّ تحقيق المسألة بوجه مستوفى هو الفقه .
المثال الثاني : تحديد الماء الكرّ بالأذرع
بينا ترى الأحاديث المذكورة تعتمد على «الشبر» في تحديد الكرّ، ذكرت طائفة اُخرى منها التحديد بـ «الذراع» ؛ اعتبارا بقيام ذراع واحد مقام شبرين ـ ، مع أنَّ كلّ ذراع يزيد على الشبرين أو ينقص عنهما بقليل بشيء على تفاوت الناس في أذُرعهم وأشبارهم ، ولكن التسامح المُشار إليه جارٍ هنا أيضا .
وإذا قيس الذراع إلى الشبرين فتارة يزيد عليهما، واُخرى ينقص عنهما، وثالثة