عليّ عليهماالسلامخرج معتمرا فمرض في الطريق ، فبلغ عليّا عليه السلام وهو بالمدينة ، فخرج في طلبه، فأدركه في السقيا وهو مريض، وقال: يا بني ما تشتكي ؟ فقال: أشتكي رأسي ، فدعا عليّ عليه السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه، وردّه إلى المدينة ، فلمّا برئ من وجعه اعتمر . ۱
۲۸۷.۲ . الصدوق بإسناده عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:خرج الحسين عليه السلام معتمرا وقد ساق بدنة حتى انتهى إلى السقيا فبُرسِم ۲ فحلق رأسه ونحرها مكانه ، ثم أقبل حتى جاء فضرب الباب ، فقال عليّ عليه السلام : ابني وربّ الكعبة افتحوا له ، وكانوا قد حموا له الماء فأكبّ عليه، فشرب ثمّ اعتمر بعد . ۳
مورد الاختلاف :
دلالة الأوّل على أنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يسق بدنة ، وأنّ أباه عليهماالسلامهو الّذي دعا ببدنة فنحرها وردّه إلى المدينة ، والثاني على أنّه عليه السلام كان قد ساق بدنة فنحرها بنفسه ثمّ رجع إلى أبيه عليهماالسلام .
علاج الاختلاف :
بحملهما على تعدّد الواقعة ، وأنّه كان في سفرين للعمرة .
قال السيّد الخوئي قدس سره : «ويظهر من الروايتين تعدد الواقعة وتعدد صدور العمرة من الحسين عليه السلام ، فمرّة لم يسق الهدي ويخرج أمير المؤمنين عليه السلام في طلبه ويدركه في السقيا وهو مريض بها، ومرّة اُخرى ساق بدنة وينحرها في مكانه ويرجع بنفسه» ۴ .
1.تهذيب الأحكام : ج۵ ص۴۲۱ ح۱۴۶۵ ، الكافي : ج۴ ص۳۶۹ ح۳ ، وسائل الشيعة: ج۱۳ ص۱۸۱ ح۱۷۵۲۷ .
2.هو من البِرسام ـ بالكسر ـ : علّة معروفة يُهذى فيها، يقال : بُرسِمَ الرجلُ فهو مُبرسَم ، وكأنّه معرّب، وبَر: هو الصدر، وسام: من أسماء الموت (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۴۱، لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۶ «برسم») .
3.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۲ ص۳۰۵ ح۱۵۱۵ ، وسائل الشيعة: ج۱۳ ص۱۸۶ ح۱۷۵۳۶ .
4.المعتمد في شرح العروة الوثقى : ج۴ ص۴۳۶ .