295
اسباب اختلاف الحديث

المثال الثاني : الانتفاع بإهاب شاة مهزولة

۲۸۸.۱ . الكليني بإسناده عن عليّ بن أبي المغيرة قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : الميتة ينتفع منها بشيء ؟ فقال : لا . قلت: بلغنا أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ بشاة ميتة فقال : ما كان على أهل هذه الشاة إذا لم ينتفعوا بلحمها أن ينتفعوا بإهابها ! قال : تلك شاة كانت لسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه و آله ، وكانت شاة مهزولة لا ينتفع بلحمها ، فتركوها حتّى ماتت، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ما كان على أهلها إذا لم ينتفعوا بلحمها أن ينتفعوا بإهابها ، أي تذكّى . ۱

۲۸۹.۲ . الشيخ الطوسي والصدوقبإسنادهما إلى يونس بن يعقوب، عن أبي مريم قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : السخلة الّتي مرّ بها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهي ميتة وقال : ما ضرّ أهلها لو انتفعوا بإهابها ؟ قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : لم تكن ميتة يا أبا مريم ، ولكنّها كانت مهزولة ، فذبحها أهلها فرموا بها، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما كان على أهلها لو انتفعوا بإهابها . ۲

مورد الاختلاف:

في الحديثين جهات عديدة من التشابه والاتّحاد، وجهات من الاختلاف، منها : دلالة الأوّل على أنَّ الشاة المهزولة كانت لسودة فتركتها حتّى ماتت ، ودلالة الثاني على أنَّ أهلها ما ذبحوها فتركوها .

علاج الاختلاف:

ويمكن علاج اختلافهما بوجهين : الأوّل بحملهما على تعدّد الواقعتين ، فإنَّ تشابه القضايا في جلّ العناصر غير نادر ، فما لم يحرز هذا الاحتمال بقيام الشواهد عليه فطريق هذا العلاج ثبوتي ، وإن قامت الشواهد عليه ـ ولو بأصالة عدم وقوع الكذب والسهو في خبر الثقة الثبت ـ أصبح الطريق إثباتيّا أيضا .

1.الكافي: ج۶ ص۲۵۹ ح۷ ، وسائل الشيعة: ج۲۴ ص۱۸۴ ح۳۰۲۹۹ .

2.تهذيب الأحكام : ج۹ ص۷۹ ح۳۳۵ ، كتاب من لايحضره الفقيه: ج۳ ص۲۱۶ ح۱۰۰۴ ، وسائل الشيعة: ج۲۴ ص۱۸۵ ح۳۰۳۰۱ .


اسباب اختلاف الحديث
294

عليّ عليهماالسلامخرج معتمرا فمرض في الطريق ، فبلغ عليّا عليه السلام وهو بالمدينة ، فخرج في طلبه، فأدركه في السقيا وهو مريض، وقال: يا بني ما تشتكي ؟ فقال: أشتكي رأسي ، فدعا عليّ عليه السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه، وردّه إلى المدينة ، فلمّا برئ من وجعه اعتمر . ۱

۲۸۷.۲ . الصدوق بإسناده عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:خرج الحسين عليه السلام معتمرا وقد ساق بدنة حتى انتهى إلى السقيا فبُرسِم ۲ فحلق رأسه ونحرها مكانه ، ثم أقبل حتى جاء فضرب الباب ، فقال عليّ عليه السلام : ابني وربّ الكعبة افتحوا له ، وكانوا قد حموا له الماء فأكبّ عليه، فشرب ثمّ اعتمر بعد . ۳

مورد الاختلاف :

دلالة الأوّل على أنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يسق بدنة ، وأنّ أباه عليهماالسلامهو الّذي دعا ببدنة فنحرها وردّه إلى المدينة ، والثاني على أنّه عليه السلام كان قد ساق بدنة فنحرها بنفسه ثمّ رجع إلى أبيه عليهماالسلام .

علاج الاختلاف :

بحملهما على تعدّد الواقعة ، وأنّه كان في سفرين للعمرة .
قال السيّد الخوئي قدس سره : «ويظهر من الروايتين تعدد الواقعة وتعدد صدور العمرة من الحسين عليه السلام ، فمرّة لم يسق الهدي ويخرج أمير المؤمنين عليه السلام في طلبه ويدركه في السقيا وهو مريض بها، ومرّة اُخرى ساق بدنة وينحرها في مكانه ويرجع بنفسه» ۴ .

1.تهذيب الأحكام : ج۵ ص۴۲۱ ح۱۴۶۵ ، الكافي : ج۴ ص۳۶۹ ح۳ ، وسائل الشيعة: ج۱۳ ص۱۸۱ ح۱۷۵۲۷ .

2.هو من البِرسام ـ بالكسر ـ : علّة معروفة يُهذى فيها، يقال : بُرسِمَ الرجلُ فهو مُبرسَم ، وكأنّه معرّب، وبَر: هو الصدر، وسام: من أسماء الموت (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۴۱، لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۶ «برسم») .

3.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۲ ص۳۰۵ ح۱۵۱۵ ، وسائل الشيعة: ج۱۳ ص۱۸۶ ح۱۷۵۳۶ .

4.المعتمد في شرح العروة الوثقى : ج۴ ص۴۳۶ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227382
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي