297
اسباب اختلاف الحديث

فمفاد الحديث الأوّل كون مجموع التسبيحات في الركعتين الأخيرتين تسعا، من التسبيح والتحميد ومفاد الثاني أنّها اثنتا عشرة تسبيحة بإضافة التكبير إلى الأذكار الثلاثة . فهما مختلفان في جواز الاكتفاء بالتسعة أو وجوب الإتيان بالاثني عشر .
ثمّ إن قلنا بتعدّدهما فالقدر الزائد في الثاني يحمل على نوع من الاستحباب ؛ وإن قيل باتّحادهما ـ في الأصل ـ يشكل الأمر في علاجهما. ۱

علاج الاختلاف :

يمكن حملهما على تعدّد القضيّتين لعدم التنافي بين المثبِتَين ، فإذا لم يحرز الاختلاف المقتضي للتنافي ، يحكم بعدم عروض ما يخلّ بالمتن ، والظنّ بالاتّحاد غير كافٍ ما لم يبلغ الوثوق والاطمئنان ؛ لعدم كونه من الظهور اللفظي ، فتأمّل جدّا .
نعم إحراز التعدّد ـ ولو بأصالة تعدّد الخبرين المختلفين ـ بحاجة إلى تمهيد مقدّمات ، لوجود بعض ما يؤيّد الاتّحاد، ۲ وهو بعدُ لا يخلو من إشكال أيضا ، ومحلّ التحقيق هو الفقه .

المثال الرابع : عائشة تفقد النبي صلى الله عليه و آله ليلاً ثمّ تجده ساجدا

۲۹۲.۱ . حكى الشوكاني عن ابن حنبل روايته عن عائشة :أنّها فقدت النبي عليه السلام من مضجعها، فلمسته بيدها، فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول: ربّ أعطِ نفسي تقواها ، زكّها أنت خير من زكّاها ، أنت وليّها ومولاها . ۳

۲۹۳.ثمّ قال الشوكاني :الحديث أخرجه مسلم وأبو داوود والنسائي وابن ماجة من حديث عائشة بلفظ : فقدت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات ليلة فلمست المسجد فإذا هو ساجد وقدماه

1.بأن يبنى على أصالة عدم الزيادة لتقديم الثاني مع موافقته للاحتياط أيضا ، أو على ترجيح الأوّل بصفات الراوي وتقديمه على الثاني .

2.منها : أنّ المجلسي قدس سره رواها عن السرائر من دون زيادة «واللّه أكبر» راجع بحار الأنوار: ج ۸۸ ص ۷۰ ح ۲۱.

3.مسند ابن حنبل : ج۱۰ ص۲۷ ح۲۵۸۱۵ .


اسباب اختلاف الحديث
296

الوجه الثاني : بحملهما على اتّحاد القضيّتين وكون السبب لاختلافهما عروض بعض عوارض التحديث ، حسب ما حقّقناها في القسم الأوّل .
فمع حجيّة الحديثين ووثاقة رواتهما وعدم إحراز اتّحادهما بقرينة داخلية أو خارجية يحمل الخبران على تعدّد الواقعة . ولذلك قال المحدّث العاملي قدس سره : «لا منافاة بينه وبين السابق؛ لاحتمال تعدّد الشاة والقول» ۱ .
أقول : محلّ التحقيق في المسألة وتعيين أحد العلاجين هو الفقه .

المثال الثالث : عدد التسبيحات الأربع في الركعتين الأخيرتين

۲۹۰.۱ . الصدوق بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال :لا تقرأنّ في الركعتين الأخيرتين من الأربع الركعات المفروضات شيئا ، إماما كنت أو غير إمام. قال : قلت : فما أقول فيها ؟ قال : إن كنت إماما أو وحدك فقل: «سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه » ، ثلاث مرّات تكمله تسع تسبيحات، ثمّ تكبّر وتركع . ۲

۲۹۱.۲ . ابن إدريس نقلاً عن كتاب حريز عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال :لا يقرأ في الركعتين الأخيرتين من الأربع ركعات المفروضات شيئا ، إماما كنت أو غير إمام . قلت : فما أقول فيهما ؟ قال : إن كنت إماما فقل : سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر ثلاث مرّات ثمّ تكبّر وتركع . ۳

مورد الاختلاف:

الحديثان متّفقان في نقاط كثيرة ـ منها الراوي والمعصوم وكثير من الألفاظ ـ ومختلفان في نقطتين : أ ـ اختصاص الأوّل بزيادة : «تكمله تسع تسبحات» . ب ـ اشتمال الثاني على : «واللّه أكبر» دون الأوّل .

1.وسائل الشيعة: ج۲۴ ص۱۸۵ ذيل الحديث ۳ .

2.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۱ ص۲۵۶ ح۱۱۵۸ .

3.السرائر : ج۱ ص۲۱۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 256098
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي