299
اسباب اختلاف الحديث

السبب السابع والثلاثون : تقدير القيود

قد يقع التنافي الصوري بين حديثين بسبب اختلاف القيود المقدّرة المتعلّقة بالموضوعين أو الحكمين المذكورين فيهما .
توضيحه: أنَّ الاختلاف الحقيقي بين حديثين منحصر في تغاير الحكم مع اتّحاد الموضوع فيهما .
وبعبارة اُخرى : الاختلاف الحقيقي بين حديثين إنّما هو التنافي والمطاردة بينهما بما لا يمكن معه الجمع بينهما ، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بتغاير حكميهما في قضيّتين مع اتّحاد موضوعيهما من جميع الجهات . وأما تغاير الموضوعان أو قيودهما بما يؤول إلى تغايرهما فلا اختلاف حقيقيّا بينهما . وعليه فاختلاف حكميهما لا يوجب أيّ تناف ومطاردة بينهما؛ لعدم المطاردة بين المتباينين .
فإذا اُخذ في موضوع أحدهما قيد لم يؤخذ في موضوع الآخر فلا يصدق الاختلاف حقيقة .
فإذا تراءى الحديثان مختلفتين لعدم تصريح المعصوم عليه السلام بالقيود المتغايرة ، كان اختلافهما صوريّا ، يرتفع بانكشاف وظهور تقيّد أحدهما بقيد غير مأخوذ في موضوع الآخر .
فلابدّ من الفحص والتحقيق لكشف سرّ الاختلاف وكشف القيود المقدّرة أو المحذوفة .
فإذا اعتمد المعصوم عليه السلام على بعض القرائن الحالية الخاصّة في تفهيم مراده فعلى الراوي أن ينبِّه على تلك القرينة ، وإلاّ عيب عليه بعدم وفائه بقواعد التحديث ، والاختلاف الحاصل بسببه من الاختلاف الناشئ بسبب عوارض التحديث الّتي تقدّم البحث عنها في القسم الأوّل .


اسباب اختلاف الحديث
298

منصوبتان وهو يقول : «إنّي أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا اُحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» ۱ .

ثمّ قال في علاج ما بينهما من الاختلاف : «يمكن أن يكون اللفظ الّذي ذكره أحمد من أحد روايات هذا الحديث . ويمكن أن يكون حديثا مستقلاّ ، ويحمل ذلك على تعدّد الواقعة » ۲ ، انتهى كلام الشوكاني .

1.سنن أبي داوود : ج۱ ص۲۳۲ ح۸۷۹ .

2.نيل الأوطار: ج۲ ص۲۹۷ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233358
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي