قد أحسن فيه من وجه ، فقد أساء في أشياء منه؛ قصُر باعه فيها، وأتى بما غيره أولى وأقوى » ۱ .
أقول : يرد عليه ـ مضافا إلى ذلك ـ اُمور ، منها : أنّه قد خلط في كتابه بين مختلف الحديث وغيره من العلوم المتعلّقة بالحديث ، فبحث عن الحديث المخالف للقرآن، أو العقل، أو العيان والوجدان، أو الإجماع، أو القياس والاستحسان، وهكذا ، مع أنّها مندرجة تحت غيره من علوم الحديث . نعم يمكن الذبّ عنه بأنّ منشأ مثل هذه الاشكالات هو عدم تنقيح هذه العلوم آنذاك، لأنّ كتابه من الكتب القديمة في هذا الفنّ .
ج ـ أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي (المتوفّى 307 ه ) ۲ . قال الزركلي «... الساجي، أبو يحيى محدّث البصرة في عصره، كان من الحفّاظ الثقات، له كتاب جليل في علل الحديث يدلّ على تبحّره؛ ومن كتبه: اختلاف الفقهاء» ۳ .
د ـ أبو جعفر بن محمّد بن جرير الطبري (المتوفّى 310 ه ) وكتابه تهذيب الآثار قال محمود شاكر (محقّق الكتاب) : « ألّفه أبو جعفر الطبري على ترتيب المسانيد ، وهو أجزاء نجا من الضياع منها ثلاثة أسفار : سفر فيه قسم من مسند عمر بن الخطاب وسفر فيه الجزء الأخير من مسند عليّ بن أبي طالب، وسفر فيه قسم من مسند عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهم » ۴ .
ه ـ أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي (المتوفّى 321 ه ) ، وله كتابان، هما : شرح معاني الآثار ، ومشكل الآثار . وقد اكتفى في كتابه شرح معاني الآثار بعلاج المشكلات والاختلافات الموجودة في الأحاديث الفقهية، وهو مرتّب على أبواب الفقه . وأمّا مشكل الآثار ـ الّذي هو آخر ما ألّفه الطحاوي في حياته ـ فلم يتّبع ترتيبا خاصّا، ولا نظما محسوسا ، ولا موضوعا مفردا ، بل بحث عن كلّ ما وجده من الإشكالات والاختلافات في
1.علوم الحديث لابن الصلاح : ص۲۸۵ .
2.نهاية الدراية : ص ۲۸ .
3.الأعلام لخير الدين الزركلي : ج ۳ ص ۴۷.
4.مقدّمة المحقّق لمسند عليّ بن أبيطالب في تهذيب الآثار : ص۶ .