ثمّ نجد لنفس هذا الأثر والمعلول المذكور في هذا الحديث ، مانعا في حديث آخر وعلى نحو الإطلاق ، فيتوهّم أنّه مانع تامّ لذاك الأثر ، فيقع بسبب هذين الإيهامين ـ الحاصلين من إفراد المقتضي والمانع بالذكر ـ اختلاف صوريّ .
ومثل هذه العلل والمؤثّرات الناقصة المقتضية لبعض الآثار تسمّى بـِ «المقتضي» في قبال «المانع» الّذي يعنون به كلّ ما يمنع أو يقتضي المنع عن تحقّق شيء أو أثر خاصّ .
تنبيه: من أكثر ما يجري فيه هذا السبب ـ أعني إفراد المقتضي أو المانع بالذكر ـ الأحاديث المشتملة على ذكر ثواب الأعمال وعقابها والمبيّنة لخواصّ وآثار الأطعمة والأشربة والأدوية ونحوها .
المثال الأوّل : من يعطى ثواب الصوم ومن يحرم
۳۰۵.۱ . روى الصدوق بإسناده عن طلحة بن يزيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من صام يوما تطوّعا أدخله اللّه تعالى الجنّة . ۱
۳۰۶.۲ . روى الصدوق والمفيد الثاني قدس سرهبإسنادهما عن أبي هريرة ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع، وربّ قائم حظّه من قيامه السهر . ۲
۳۰۷.۳ . روى الصدوق بإسناده عن المعلّى بن خنيس، قال :قال أبو عبد اللّه عليه السلام : يا معلّى، لو أنَّ عبدا عبد اللّه مئة عام بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتّى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرما ، جاهلاً لحقّنا لم يكن له ثواب . ۳