311
اسباب اختلاف الحديث

المثال الثاني : معنى أنّ الإيمان لا يدخل في قلوب طوائف

۳۰۸.۱ . الشهيد الثاني بإسناده إلى الشيخ الطوسي، بإسناده إلى سليمان النوفلي، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ـ في رسالته لعبد اللّه النجاشي وقد بلي بولاية الأهواز ـ :«إنّ أبي أخبرني عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: إنّ الايمان لايثبت في قلب يهودي ولا . . . أبدا» ۱ .

والأحاديث الدالّة على عدم دخول الإيمان في قلب بعض الطوائف والأقوام مستفيضة .

۳۰۹.۲ . الصدوق بإسناده عن الحسن بن عبد اللّه ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبيطالب عليهم السلام في حديث طويل قال:جاء نفر من اليهود إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فسأله أعلمهم عن أشياء . . . ـ إلى أن قال : ـ قال : صدقت يا محمّد وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّك عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المتّقين ، ورسول رب العالمين ، فلمّا أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض فيه جميع ما قال النبي صلى الله عليه و آله ، وقال: يا رسول اللّه والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ما استنسختها إلاّ من الألواح الّتي كتب اللّه عز و جل لموسى بن عمران ـ إلى أن قال : ـ فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : صدقت هذا جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري ووصيّي عليّ بن أبيطالب بين يديّ فآمن اليهودي وحسن إسلامه. ۲

والأحاديث في إيمان عبد اللّه بن سلام وغيره من اليهود متواترة، تدلّ على إيمان عدّة من اليهود ، بل على حسن إسلامهم ، حتّى استشهد بعضهم بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام في صفّين .

مورد الاختلاف :

واضح جدّا لايحتاج إلى بيان .

1.وسائل الشيعة: ج۱۷ ص۲۰۷ ح۲۲۳۵۴ .

2.الخصال : ص۳۵۵ ح۳۶ .


اسباب اختلاف الحديث
310

مورد الاختلاف :

ظاهر الحديث الأوّل يدلّ على أنَّ من صام يوما تطوّعا يدخل الجنّة ، ولم يشترط فيه شرطا سلبيا أو إيجابيّا ، فربما يلتبس الأمر على بعض فيتوهّم أنَّ الجنّة جزاء من صام يوما تطوّعا مهما عمل ومهما اعتقد .

علاج الاختلاف :

علاج الاختلاف بحمل الحديث الأوّل وما يفيد مفاده على ذكر المقتضي دون التعرّض لموانعه وسائر أجزاء العلّة التامّة .
توضيح ذلك أنَّ الصوم له آثار في تقوية روح العبودية، والتقرّب إلى اللّه سبحانه، واستحقاق الجنّة، غير أنَّ التكاليف الموجّهة إلى المكلّف عديدة ، فإن آمن بما افترض اللّه تعالى عليه معرفته والإيمان به ، ولم يُخِلّ بفرائضه، ولم يصرّ على ذنوبه ، وتساوت كفّتا حسناته وسيّئاته بحيث يحتاج إلى مرجِّح لأحدهما مثل هذا الصوم، أو كانت سيّئاته أثقل من حسناته إلاّ أنّه تحمّل بعض المشاق والعذاب في عالم البرزخ أو مواقف القيامّة، أو شملته الرحمة الإلهية بشفاعة ونحوها، أو غير ذلك من شروط الفلاح وأسباب النجاة، أو ارتفاع موانعهما، دخل الجنّة .
فهذه الفعل في ذاتها صالح لاقتضاء الفوز واستحقاق الجنّة إن توفّرت سائر الشروط أو لم يمنع عنه مانع.
كما أنَّ النيّات متفاوتة أيضا ، فربّما يخلص العبد في الطاعة فيأتي بالعمل فيقع موقع القبول عنده تعالى . ومن كان له عمل مقبول يفوز به ويدخل الجنّة ، فإنّه تعالى أكرم من أن يقبل عمل عبد ثمّ يعذّبه ۱ . وبعبارة اُخرى إذا قبل اللّه سبحانه عمله غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ؛ أي عصمه عن الموبقات ووفّقه لما يوجب النجاة ، ثمّ يعفو عنه ويدخله الجنّة . « لا يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ»۲ .

1.فيحسن الإطلاق بأنَّ العمل الفلاني يوجب الدخول في الجنّة .

2.الأنبياء : ۲۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227373
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي