إرادته سبحانه ، حيث جعل لكلّ أمر في كلّ سماء عللاً وأسباب حتّى ينزل إلى الأرض، وجعل له في عالم الأرض أيضا عللاً وأسباب تناسبها ، ولهذا فإنّ المعصومين عليهم السلام يسندون الأحداث إلى اللّه تعالى ومشيئته وإرادته تارة ، وإلى بعض وملائكته وأوليائه عليهم السلام ، اُخرى إلى الأسباب العادية والعوامل الفيزيائية ونحوها ثالثة .
بل قد يسند تأثير الأسباب العادية أيضا إلى تصرّفات ملائكة اللّه الموكَّلين في الأرض على تلك الأسباب و الامور العادية ، فإنّه ما من أمر في العالم السفلي إلاّ وقد وكّل اللّه تعالى به بعض ملائكة الأرض . وهذا من مخّ التوحيد الّذي نهتدي إليه بفضل أحاديث العترة الطاهرة . ۱
أزمّة الاُمور طرّا بيدهوالكلّ مستمدّة من مدده
وبالتأمّل فيما بيّنّاه يظهر وجه إسناد الزلازل والرعد والبرق والصواعق ونزول المطر وغير ذلك إلى تصرّفات الملائكة الموكَّلين عليهم السلام .
وسيتّضح أكثر عند بيان المثال التالي وما نذكره في توضيحه .
المثال: التفسير من اللّه سبحانه أو من الناس
۳۱۰.۱ . الصدوق بإسناده عن الحلبي ، عن أبيعبد اللّه عليه السلام قال:سئل عن الحكرة فقال: إنّما الحكرة أن تشتري طعاماً وليس في المصر غيره فتحتكره ، فإن كان في المصر طعام أو متاع ۲ غيره فلا بأس أن تلتمس بسلعتك الفضل . ۳
۳۱۱.۲ . الكليني بإسناده عن محمّد بن أسلم، عمّن ذكره، عن أبيعبد اللّه عليه السلام قال:إنّ اللّه عز و جلوكّل بالسعر ملَكا ت ، فلن يغلو من قلّة ، ولن يرخص من كثرة . ۴
1.منها الدعاء ۳ من أدعية سيّد الساجدين عليه السلام في الصحيفة السجّادية : ص۲۷ .
2.في الكافي : ج۵ ص۱۶۴ ح۳ وتهذيب الأحكام : ج۷ ص۱۶۰ ح۷۰۶ «أو يباع» بدل «أو متاع » لكن رواية الصدوق هنا أوفق بالاعتبار .
3.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۳ ص۱۶۸ ح۷۴۶ ، وسائل الشيعة : ج۱۷ ص۴۲۷ ح۲۲۹۱۳ .
4.الكافي : ج۵ ص۱۶۲ ح۲ ، وسائل الشيعة : ج۱۷ ص۴۳۱ ح۲۲۹۲۱ .