317
اسباب اختلاف الحديث

فالنهار خلق قبل الليل، وفي قوله تعالى : « لاَ الشَّمْسُ يَنـبَغِى لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لاَ الَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ » . ۱

۳۱۳.۲ . روى الكليني بإسناده عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام :خلق الشمس قبل القمر، وخلق النور قبل الظلمة . ۲

۳۱۴.۳ . روى الصدوق بإسناده عن عبدالحميد، عن ابن أبي الديلم، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كنس المسجد يوم الخميس ليلة الجمعة فأخرج منه التراب قدر ما يذرى في العين غفر اللّه له . ۳

۳۱۵.۴ . وروى الكليني قدس سره بإسناده عن عمر بن يزيد، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنَّ المغيرية يزعمون أنّ هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة ؟ فقال : كذبوا، هذا اليوم لليلة الماضية؛ إنّ أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا : قد دخل الشهر الحرام . ۴

مورد الاختلاف:

يدلّ الحديثان الأوّلان على سبق النهار على الليل، وأنّ كلّ ليلة ليومها الماضي ، ويدلّ الحديثان الأخيران على سبق الليل على النهار وأنَّ هذه الليلة ليومها الآتي . فالطائفتان على جانبي النقيض حسب ظاهرهما .

علاج الاختلاف:

علاج اختلافهما بحملهما على اختلاف منشأ اعتبار السبق واللحوق ومنشأ انتزاعهما ؛ بأن يكون تقدّم النهار على الليل منتزعا من الاعتبار بالتقويم الشمسي ، وتقدّم الليل على النهار

1.مجمع البيان: ج۸ ص۶۶۴ ذيل الآية ۴۰ من سورة يس ، بحار الأنوار: ج۵۷ ص۲۲۶ ح۱۸۷ .

2.الكافي : ج۸ ص۱۴۵ ح۱۱۶ ، بحار الأنوار: ج۵۷ ص۹۸ ح۸۳ ، ونحوه في الدلالة على المقصود ما في ج۵۸ ص۱۶۰ ح۱۴ .

3.ثواب الأعمال: ص۵۱ ح۱ .

4.الكافي: ج۸ ص۳۳۲ ح۵۱۷ ، وسائل الشيعة: ج۱۰ ص۲۸۰ ح۱۳۴۱۶ .


اسباب اختلاف الحديث
316

السبب الحادي والأربعون : تفاوت الاعتبارات

الأمر التكويني ـ من حيث إنّ له تعيّنا وواقعا في الخارج ـ لا يختلف عن نفسه بما هو هو .
أمّا الأمر الاعتباري ـ سواء كان من الاعتباريّات المحضة، أم المنتزعة من الموجودات الخارجية ـ يختلف عن نفسه بتعدّد الاعتبارات واختلافها ، فالعقل تارة يصِف الشيء الواحد بحكم أو وصف باعتبار إضافته إلى شخص أو صنف ، واخرى يصفه بحكم أو وصف آخر باعتبار إضافته إلى شخص أو صنف آخر .
مثال ذلك القرض، فهو بالإضافة إلى الآخذ يتّصف بصفة القبح عقلاً ، ويحكم عليه بالكراهة شرعا ، وبالإضافة إلى المعطي يوصف بالحسن ويحكم عليه بالاستحباب .

المثال الأوّل : سبق النهار على اللّيل

۳۱۲.۱ . في مجمع البيان نقلاً عن تفسير العيّاشي بإسناده عن الأشعث بن حاتم ، قال:كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليه السلام والفضل بن سهل والمأمون في الأيوان الحبريّ بمرو، فوضعت المائدة، فقال الرضا عليه السلام : إنَّ رجلاً من بني إسرائيل سألني بالمدينة فقال : النهار خلق قبلُ أم الليل؟ فما عندكم ؟ قال : فأداروا الكلام فلم يكن عندهم في ذلك شيء، فقال الفضل للرضا عليه السلام : أخبرنا بها أصلحك اللّه . قال : نعم ، من القرآن أم من الحساب ؟ قال له الفضل: من جهة الحساب . فقال : قد علمت يا فضل أنّ طالع الدنيا السرطان، والكواكب في مواضع شرفها ، فزحل في الميزان، والمشتري في السرطان، والشمس في الحمل ، والقمر في الثور، فذلك يدلّ على كينونة الشمس في الحمل في العاشر من الطالع في وسط السماء،

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227378
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي