۳۳۵.وفي حديث آخر :كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول :
لقد علموا أنّ ابننا لا مكذَّبلديهم ولا يعنى بقول الأباطل۱
وأبيض يُستسقى الغمام بوجههربيع اليتامى عصمة للأرامل!۲
مورد الاختلاف :
الحديث الأوّل ـ كبعض مختلقات بني اُميّة التي وضعت خوفا من سيوفهم أو طمعا في أموالهم ـ يدلّ على كفر أبي طالب عليه السلام ، مع أنّ الحديثين الأخيرين ـ ككثير من الأحاديث المؤيَّدة بالتواريخ الصحيحة ـ تدلّ على إيمانه ، بل وعلى تقدّمه في الإيمان .
علاج الاختلاف :
بحمل الحديث الأوّل على الجري على اُسلوب الجدل ، ومجاراة الخصم على مسلّماته .
قال العلاّمة المجلسي قدس سره ـ بعد نقل الحديث الأوّل ـ : «قضيّة أبي طالب عليه السلام لعلّها إلزام على العامّة القائلين بكونه كافرا» .
تذييل : في إيمان أبي طالب عليه السلام
يدلّ على إيمان أبي طالب عليه السلام الأحاديث المستفيضة بأسانيد معتبرة ـ عن آل الرسول عليه وعليهم السلام ـ المعتضدة بالتواريخ الصحيحة، المؤيَّدة بالعقل والاعتبار .
كما يدلّ عليه تراثه الشعري المليء بتصديق حبيبه الرسول الكريم صلى الله عليه و آله ، وديوانه مستفيض في روايات الفريقين وفي كتب العربية . ۳
ويشهد لما ذكرناه في علاج الاختلاف أنّ شيعة آل أبي سفيان كانوا يزعمون كفره عليه السلام ،
1.وقد ورد هذا البيت في ديوان أبي طالب عليه السلام : ص۱۱ .
2.الكافي: ج۱ ص۴۴۸ ح۲۹ ، وجاء البيت الأخير في ديوان شيخ الأباطح أبي طالب عليه السلام : ص۶ .
3.تمثّل السيوطي في كتابه البهجة المرضية في شرح الألفية : ص۲۶۳ (باب المدح والذمّ ) ، وابن هشام في قطر الندى : ص۲۴۲ ـ باب التمييز ـ بقوله عليه السلام :
ولقد علمت بأنّ دين محمّدمن خير أديان البريّة دينا