رِعَايَتِهَا فَـئاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَـسِقُونَ » 1 .
المثال الثاني : ذمّ الدنيا ومدحها
۳۴۶.۱ . الشريف الرضي قدس سره مرفوعا عن أمير المؤمنين عليه السلام :ما أصف من دار أوّلها عناء ، وآخرها فناء! في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن، ومن ساعاها فاتته، ومن قعد عنها واتته، ومن أبصر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته . ۲
۳۴۷.۲ . وروي عنه عليه السلام :واللّه لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم . ۳
بيان : «العُراق» : العظم بغير لحم ؛ فهو مفرد في هذا المعنى وقد يكون جمعَ عَرق أيضا . قال ابن ميثم البحراني قدس سره : «وذلك مبالغة في هوان الدنيا وحقارتها في عينه ونفرته عنها لأنَّ العَرق لا خير فيه فإذا تأكّد بكونه من خنزير ثمّ بكونه في يد مجذوم ، بلغت النفرة منه الغاية» ۴ .
۳۴۸.۳ . وروى عنه عليه السلام أيضا أنّه قد سمع رجلاً يذمّ الدنيا فقال عليه السلام :أيّها الذّامّ للدنيا ، المغترّ بغرورها ، المخدوع بأباطيلها ، أتغترّ بالدنيا ثمّ تذمّها ! أنت المتجرّم عليها أم هي المتجرّمة عليك ! متى استهوتك أم متى غرّتك ! أبمصارع آبائك من البِلى ! أم بمضاجع اُمّهاتك تحت الثرى ! ـ إلى أن قال عليه السلام : ـ إنَّ الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها . مسجد أحبّاء اللّه ، ومصلّى ملائكة اللّه ، ومهبط وحي اللّه ، ومتجر أولياء اللّه . . . . ۵
1.الحديد: ۲۷ .
2.نهج البلاغة: الخطبة ۸۲ ، الأمالي للسيّد المرتضى: ج۱ ص۱۰۷ ، مروج الذهب: ج۲ ص۴۳۳ إلى قوله : «حزن » ، تذكرة الخواصّ: ص۱۳۶ ، كنز الفوائد : ص۱۶۰ ، الكامل للمبرّد: ج۱ ص۱۵۲ وغير الأوّل نحوه .
3.نهج البلاغة: الحكمة ۲۳۶ ، الأمالي للصدوق : ص۳۷۰ ، بحار الأنوار : ج۴۰ ص۳۳۷ ح۲۱ ، غرر الحكم: ح ۱۱۶ .
4.شرح نهج البلاغة للبحراني : ج۵ ص۳۶۰ ذيل الحكمة ۲۲۲ .
5.نهج البلاغة: الحكمة: ح۱۳۱ ، الإرشاد: ۱۳۷ ، والأمالي للطوسي: ج۲ ص۲۶ ، مروج الذهب: ج۲ ص۴۱۳ ، شرح الأخبار : ج۲ ص۲۲۴ ، محاضرات الاُدباء : ج۲ ص۱۲۷ ، والمحاسن والمساوي للبيهقي : ص۳۵۸ .