الرسول صلى الله عليه و آله أكرم من أن يقرأ القرآن على اُمّته قبل أن يُقضى إليه وحيه ويتقن ضبطه ، كما أنّه صلى الله عليه و آله أجلّ من أن يبيّن للناس ما لم يُبيِّن له ربّه تبارك وتعالى مع علمه صلى الله عليه و آله بأنَّ على اللّه تعالى جمعَه وقرآنَه ، ثمّ إنّ عليه بيانَه .
ج ـ وأمّا قوله : «هذا التأويل لا يجوز عند من يعرف اللغة ومخارج كلام العرب؛ لأنَّ هذا ليس موضع تكثير لما يسرق السارق ... » ، فيرد عليه أوّلاً: أنَّ مثل هذا التأويل قد صرّح به عدّة ممّن هم أعرف منه بمخارج كلام العرب . مضافا إلى إمكان صدور هذا الحديث عقيب وقوع سرقة بيضة حديد مثلاً . وثالثا: أنّ بيضة حديد تساوي ربع دينار لا يُقاس بالنفس الإنسانية وأجزائها ، فإنّ الإنسان أرفع قدرا وأغلى ثمنا من أن يبيع نفسه بالدنيا وما فيها ، فضلاً عن بيعها بربع دينار الّذي يراه هذا القائل كثيرا .
د ـ أنَّ هذا التأويل لو سلّمنا كونه تأويلاً فإنّه لا يزيد عن كونه خلافا للظاهر ، مع أنّ ابن قتيبة ذكر تأويل أحاديث كثيرة جدّا بوجوه بعيدة، ولم يبالِ من مخالفتها للظواهر ، فهل تجرّ باؤه ولا تجرّ باء غيره ؟!