399
اسباب اختلاف الحديث

بيان : المُراد بأبي الحسن عليه السلام هو الإمام أبو الحسن الهادي عليه السلام ، وكانت المُساءلة في الحديثين في زمن حياة أبيجعفر السيّد محمّد ابن الإمام الهادي عليه السلام ، وكان أبو جعفر عليه السلام أكبر من أخيه الأكرم الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام ، ومات في حياة أبيه عليهماالسلام .

مورد الاختلاف :

حيث كان السؤال في الحديثين في حياة أبي جعفر محمّد ابن الإمام الهادي عليه السلام ، وكان أكبر ولد إمامنا أبي الحسن الهادي عليه السلام ، فالحديث الأوّل بظاهره دالّ على إمامة أبي جعفر السيّد محمّد عليه السلام بعد الإمام الهادي عليه السلام ، مع أنَّ الحديث الثاني ـ ككثير من الأحاديث ـ ناصّ على إمامة مولانا الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام .

علاج الاختلاف:

علاج الاختلاف بالالتفات إلى أنّ الحديث الأوّل مبنيّ على التورية ؛ تقيّة وصيانة لمولانا العسكري من أيدي جبابرة بني العبّاس لعنهم اللّه تعالى .
وجه التورية :
أنَّ قوله عليه السلام : «عهدي إلى الأكبر من ولدي» ظاهر في الأكبر منهم حين التكلّم ، غير أنّه عليه السلام إنّما أراد الأكبر منهم حين وفاته عليه السلام ، مع علمه بأنَّ السيّد محمّد ـ الذي هو أكبر أولاده حين الكلام ـ سيموت في حياته عليه السلام ، فيصير الأكبر حين وفاته عليه السلام ولده الأنجب أبا محمّد العسكري عليه السلام ، والشاهد على ما ذكرناه :

۴۲۳.ما رواه الكليني بإسناده إلى أبي بكر الفهفكي، قال :كتب إليّ أبو الحسن عليه السلام : أبو محمّد ابني أنصح آل محمّد غريزة، وأوثقهم حجّة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه ينتهي عُرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما يحتاج إليه . ۱

أقول : قوله عليه السلام : «وهو الأكبر من ولدي» تلميح إلى ما كان يجيب به شيعتَه عليه السلام ـ من أنَّ

1.الكافي : ج۱ ص۳۲۷ ح۱۱ .


اسباب اختلاف الحديث
398

وفي حديث ابن عبّاس : ما أحبّ بمعاريض الكلام حمرَ النعم » ۱ .

۴۲۰.روى الصدوق بإسناده عن إبراهيم الكرخي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال :حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتّى يعرف معاريض كلامنا ، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج . ۲

قال العلاّمة المجلسي قدس سره في بيانه : «لعلّ المراد ما يصدر عنهم تقيّة وتورية ، والأحكام الّتي تصدر عنهم لخصوص شخص لخصوصية لا تجرى في غيره؛ فيتوهّم لذلك تنافٍ بين أخبارهم» ۳ .
أقول : تفسيره بالتقيّة والتورية حسن ، وأمّا ذيل كلامه فلا يخلو من تأمّل . اللّهمّ إلاّ أن يكون مراده الإشارة إلى سعة باب مختلف الحديث، وكثرة أسبابه، فتوسّع في تفسير التعريض .

المثال : الجمع بين إمامة الإمام العسكري عليه السلام وانتقالها إلى الولد الأكبر

۴۲۱.۱ . الكليني بإسناده عن عليّ بن مهزيار، قال :قلت لأبي الحسن عليه السلام : إن كان كون ـ وأعوذ باللّه ـ فإلى من؟ قال : عهدي إلى الأكبر من ولدي . ۴

۴۲۲.۲ . وروى أيضا بإسناده عن عليّ بن عمر النوفلي، قال :كنت مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره، فمرّ بنا محمّد ابنه ، فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : لا ، صاحبكم بعدي الحسن . ۵

1.لسان العرب : ج۹ ص۱۴۹ .

2.معاني الأخبار : ص۲ ح۳ .

3.بحار الأنوار : ج۲ ص۱۸۴ .

4.الكافي: ج۱ ص۳۲۶ ح۶ ، الإرشاد : ج۲ ص۳۱۶ ، إعلام الورى : ج۲ ص۱۳۴ ، بحار الأنوار: ج۵۰ ص۲۴۴ ح۱۶ .

5.الكافي: ج۱ ص۳۲۵ ح۲ ، الإرشاد : ج۲ ص۳۱۴ ، شرح الأخبار : ج۳ ص۳۱۲ ، الغيبة للطوسي : ص۱۹۸ ح۱۶۳ نحوه ، إعلام الورى: ج۲ ص۱۳۳ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۴۳ ح۱۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254253
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي