بيان : المُراد بأبي الحسن عليه السلام هو الإمام أبو الحسن الهادي عليه السلام ، وكانت المُساءلة في الحديثين في زمن حياة أبيجعفر السيّد محمّد ابن الإمام الهادي عليه السلام ، وكان أبو جعفر عليه السلام أكبر من أخيه الأكرم الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام ، ومات في حياة أبيه عليهماالسلام .
مورد الاختلاف :
حيث كان السؤال في الحديثين في حياة أبي جعفر محمّد ابن الإمام الهادي عليه السلام ، وكان أكبر ولد إمامنا أبي الحسن الهادي عليه السلام ، فالحديث الأوّل بظاهره دالّ على إمامة أبي جعفر السيّد محمّد عليه السلام بعد الإمام الهادي عليه السلام ، مع أنَّ الحديث الثاني ـ ككثير من الأحاديث ـ ناصّ على إمامة مولانا الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام .
علاج الاختلاف:
علاج الاختلاف بالالتفات إلى أنّ الحديث الأوّل مبنيّ على التورية ؛ تقيّة وصيانة لمولانا العسكري من أيدي جبابرة بني العبّاس لعنهم اللّه تعالى .
وجه التورية :
أنَّ قوله عليه السلام : «عهدي إلى الأكبر من ولدي» ظاهر في الأكبر منهم حين التكلّم ، غير أنّه عليه السلام إنّما أراد الأكبر منهم حين وفاته عليه السلام ، مع علمه بأنَّ السيّد محمّد ـ الذي هو أكبر أولاده حين الكلام ـ سيموت في حياته عليه السلام ، فيصير الأكبر حين وفاته عليه السلام ولده الأنجب أبا محمّد العسكري عليه السلام ، والشاهد على ما ذكرناه :
۴۲۳.ما رواه الكليني بإسناده إلى أبي بكر الفهفكي، قال :كتب إليّ أبو الحسن عليه السلام : أبو محمّد ابني أنصح آل محمّد غريزة، وأوثقهم حجّة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه ينتهي عُرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما يحتاج إليه . ۱
أقول : قوله عليه السلام : «وهو الأكبر من ولدي» تلميح إلى ما كان يجيب به شيعتَه عليه السلام ـ من أنَّ