السبب السادس والخمسون : التلميح
التلميح ـ بتقديم اللام على الميم ـ لغةً : تفعيل من اللمح ، يقال : لمحه وألمحه؛ أي أبصره بنظر خفيف . وفي اصطلاح البلاغيّين : هو الإشارة إلى قضيّة معهودة لدى المخاطب؛ من قصة معلومة ، أو شعر مشهور، أو مثل سائر . وكذا الإشارة إلى آية معهودة، أو حديث معروف لدى المخاطب ؛ لتوفّر ملاك التلميح .
وعليه فالظاهر أنّ تعريف بعض البيانيّين له ـ بأنّه : «الإشارة إلى قصّة معهودة لدى المخاطب؛ من قصّة معلومة ، أو شعر مشهور، أو مثل سائر» ۱ من باب التعريف بالتمثيل . ۲ قال المحدّث الفيض بعد نقل الحديث التالي :
۴۲۸.عن أبي الحسن عليه السلام أنّه سئل عن العجب الّذي يفسد العمل فقال:العجب درجات ؛ منها أن يزيَّن للعبد سوء عمله فرآه حسنا، فيعجبه ويحسب أنّه يُحسن صنعا . الحديث .
1.جواهر البلاغة: ص۴۱۸ ، وراجع المطوّل في شرح تلخيص المفتاح : ص ۳۷۵ . وقال الأمير يحيى العلوي : «يُقال لمحه وألمحه ، إذا أبصره بنظر خفيّ . . . هذا هو معناه اللغوي ؛ وفي مصطلح علماء البيان ، هو أن يشير المتكلّم في أثناء كلامه ومعاطف شعره أو خطبه إلى مثل سائر ، أو شعر نادر ، أو قصّة مشهورة ، فيلمحها فيوردها لتكون علامة في كلامه» . (الطراز للأمير يحيى بن حمزة العلوي : ج۳ ص۱۷۰ ـ ۱۷۴ ) .
2.كما يشهد بشمول التلميح لما ذكرنا تصريح العلماء بأنّ كذا تلميح إلى آية كذا ، منهم : الفيروزآبادي في القاموس المحيط : ج۱ ص۲۴ و۳۲ قائلاً : «وفي الفقرة جناس الاشتقاق وتلميح لحديث ابن عمر » ، وشيخنا البهائي ، قال في مفتاح الفلاح : ص ۲۱۶ « . . . تلميح إلى قوله تعالى : « وَ تَرَى الْمُجْرِمِينَ » ، وكذا : المولى صالح المازندراني في شرح اُصول الكافي : ج۱ ص۱۸۷ . وغيرهما .