وفيه تلميح إلى قوله تعالى : « قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَـلاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا »۱ . ۲
أقول : لا يخفى أنّ التعبير بالتمليح إمّا تصحيف «التلميح»، أو خلط بين المصطلحين ؛ فإنّ التمليح قريب من معنى السخرية والتهكّم . قال التفتازاني بعد تفسيره للتلميح بما تقدّم : «التمليح الإتيان بما فيه ملاحة وظرافة ؛ يقال: ملّح الشاعر، إذا أتى بشيء مليح . وقال الإمام المرزوقي في قول الحماسي :
أتاني من أبي أنس وعيدفسل لغيظة الضحاك جسمي
إنّ قائل هذه الأبيات قد قصد بها الهزء والتمليح . وأمّا الإشارة إلى قصّة أو مثل أو شعر فإنّما هو التلميح بتقديم اللام على الميم . . . والتسوية بينهما إنّما وقعت من جهة العلاّمة الشيرازي وهو سهو » ۳ .
المثال : الذكر الكثير واستكثار العمل
۴۲۹.۱ . الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال :قال أبو الحسن عليه السلام : إنّي أستغفر اللّه في كلّ يوم خمسة آلاف مرّة ، ثمّ قال لي : خمسة آلاف كثير . ۴
۴۳۰.۲ . الكليني بإسناده إلى ابن القدّاح، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قوله تعالى :« وَ لاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ »۵ قال ـ : لا تستكثر ما عملت من خير للّه . ۶