مورد الاختلاف :
الحديث الأوّل يدلّ على أنّ طول آدم وحوّاء عليهماالسلامبعد الغمز صار 70 و 35 ذراعا بذراعهما عليهماالسلام ، وهذا يحكي عن كونهما غير متناسبي الخلقة ، وأنّ خلقهما عليهماالسلاملايناسب خلق ذرّيتهما ، هذا من ناحية مشكل الحديث . وأمّا من جهة مختلف الحديث فهو ينافي الأحاديث الثلاثة الأخيرة ، لدلالة الحديث الثاني على أنّ طول آدم عليه السلام ستّين ذراعا بالذراع العادي ، والثالث والرابع على كونه عليه السلام في كمال الجمال والتناسب .
علاج الاختلاف :
قال المولى صالح المازندراني قدس سره ـ عقيب نقل الحديث الأوّل ـ : «والذراع بالكسر: من طرف المِرفق إلى طرف الإصبع الوسطى ؛ ولا خفاء ما فيه من الغرابة والإشكال ؛ إذ قامة كلّ أحد ثلاثة أذرع ونصف بذراعه ، وليس أحد سبعين ذرعا أو ثلاثين ذراعا بذراعه ، إذ هو مع كونه خلاف الواقع ، يوجب خروج اليد عن استواء الخلقة والحوالة على المجهول ، والّذي يخطر بالبال ـ من باب الاحتمال ـ أنّ ضمير «ذراعه» و «ذراعها» راجع إلى آدم وحوّاء باعتبار فرد آخر من الرجل والاُنثى المعلومين في عصره عليه السلام من باب الاستخدام» ۱ .
ثمّ إنّه قدس سره أيّد كلامه بالحديث الثاني من الأحاديث المتقدّمة ، ثمّ قال :
«ولا شك أنّ المراد بالذراع في حديثه الذراع المعهود في عصره صلى الله عليه و آله ؛ لئلاّ يلزم الحوالة على المجهول، وهو مؤيِّد لما ذكرناه. وأما قوله ستّون ذرعا، فيمكن أن يكون من سهو الراوي وتبديل السبعين بالستين، وحمل الذراع في حديثنا على ما يذرع به الثوب ونحوه ـ مع كونه بعيدا جدّا ـ لا يدفع القصور في الحوالة على المجهول، واللّه يعلم» ۲ .
أقول : ويؤيّد مفاد الأحاديث الثلاثة الأخيرة قولُه تعالى : «لَقَدْ خَلَقْنَا الاْءِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ»۳ ، «وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ»۴ فهل يعقل أن يكون آدم ـ الّذي جعله اللّه تعالى