435
اسباب اختلاف الحديث

المثال الأوّل : تغاير سِيَر الأئمّة في الملابس لا يوجب تفاوتهم في الزهد

۴۵۵.۱ . روى الشريف الرضيّ عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنَّه قال :واللّه لقد رقعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك ! فقلت : اغرب عنّي؛ فعند الصباح يَحمد القومُ السُرى . ۱

۴۵۶.۲ . الكليني بإسناده عن الوشّاء، قال :سمعت الرضا عليه السلام يقول : كان عليّ بن الحسين عليه السلام يلبس ثوبين في الصيف يشتريان بخمسمئة درهم . ۲

أقول : مضمون كلّ من الحديثين مستفيض .

مورد الاختلاف :

دلالة الحديثين على سيرتين مختلفتين عن الإمامين أميرالمؤمنين وزين العابدين عليهما السلام مع أنّ سيرتهم عليهم السلام مما يُتأسّى بها ويُتلقّى منها الحكم الشرعيّ .

علاج الاختلاف :

بحمل اختلاف السيرتين على اختلاف ما يقتضيه كلّ من الزمانين اللذين كانا عليهماالسلاميعيشان فيهما ، وممّا يشهد على ذلك :

۴۵۷.ما رواه الكليني بإسناده عن حماد بن عثمان :حضرتُ أبا عبد اللّه عليه السلام ، وقال له رجل : أصلحك اللّه ، ذكرت أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك، ونرى عليك اللباس الجديد ؟! فقال له : إنّ عليّ بن أبيطالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ( عليه ) ولو لبس مثل ذلك اليوم شهّر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب عليّ عليه السلام ، وسار بسيرة عليّ عليه السلام . ۳

۴۵۸.الكشّي بإسناده عن عليّ بن أسباط ، قال :قال سفيان بن عيينة لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنه

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۰ .

2.الكافي: ج۶ ص۴۴۱ ح۵ ، وسائل الشيعة: ج۵ ص۱۵ ح۵۷۶۷ .

3.الكافي: ج۱ ص۴۱۱ ح۴ .


اسباب اختلاف الحديث
434

السبب الحادي والستّون : تغيّر الزمان وتطوُّره

الزمان رهين الغِيَر والتحوّل والرقيّ والتطوُّر ، كما أنَّ المكان حليف التغاير ، فربما يتطلَّب كلّ واحد من الأزمنة والأمكنة ـ بأحوالهما المختلفة ـ حكما يخصّ به .
ومن ملامح الدين الإسلامي الخالد ـ الّذي يعيش مع الأبد ـ مواكبته ومجاراته للزمان ـ ولغَيره من الظروف ـ في غِيَرها وأحداثها وفي رقيّها وتطوُّرها .
وقد بيّنّا آنفا ـ في التنبيه الرابع ـ أنّ تبدّل الأحكام إنّما يتأتّى من ناحية التبدّل في الموضوعات الخارجية . فبتبدّل الموضوع وصيرورته موضوعا آخر يتبدّل حكمه إلى حكم الموضوع الجديد ، فلا يحصل أيّ تغيّر في نفس الحكم .
واختلاف الأحكام باختلاف الأزمنة كثير جدّا في الأحاديث ، ولرعاية الاختصار نأتي بانموذج منها :
454 الكليني بإسناده عن بكر بن محمّد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : سأله رجل وأنا حاضر فقال : يكون لي الغلام فيشرب الخمر ويدخل في هذه الاُمور المكروهة، فاُريد عتقه فهل اُعتقه أحبّ إليك، أم أبيعه وأتصدّق بثمنه؟ فقال : إنّ العتق في بعض الزمان أفضل ، وفي بعض الزمان الصدقة أفضل ؛ فإذا كان الناس حسنة حالهم فالعتق أفضل، وإذا كانوا شديدة حالهم فالصدقة أفضل، وبيع هذا أحبّ إليّ إذا كان بهذه الحال . ۱ وروى الصدوق بإسناده عن بكر بن محمّد نحوه . ۲

1.الكافي : ج۶ ص۱۹۴ ح۴ .

2.كتاب من لايحضره الفقيه : ج۳ ص۷۹ ح۲۸۶ ، وسائل الشيعة: ج۲۳ ص۵۲ ح۲۹۰۸۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 253913
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي