عليه، فرآه رسول اللّه صلى الله عليه و آله فرقّ له . وكان قوم من الشباب ينكحون بالليل سرّا في شهر رمضان فأنزل اللّه عز و جل : « أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ »۱ الآية ، فأحلّ اللّه تبارك وتعالى النكاح بالليل من شهر رمضان ، والأكل بعد النوم إلى طلوع الفجر؛ لقوله : « حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ »۲ . ۳
قال العلاّمة الطباطبائي : «وهذا المعنى مرويّ بروايات اُخرى ، رواها الكلينيو العيّاشي وغيرهما ، وفي جميعها أنّ سبب نزول قوله : « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ » الخ إنما هو قصّة خوات بن جبير الأنصاري، وأنّ سبب نزول قوله : « أُحِلَّ لَكُمْ » الخ ، ما كان يفعله الشبّان من المسلمين» ۴ .
۴۹۴.۲ . وفي الدرّ المنثور عن عدّة من أصحاب التفسير والرواية، عن البراء بن عازب، قال :كان أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتّى يمسي، وإنّ قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فلمّا حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أ عندك طعام ؟ قالت : لا، ولكن أنطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه، فجاءت امرأته فلمّا رأته قالت : خيبة لك ، فلمّا انتصف النهار غشي عليه ، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه و آله ، فنزلت هذه الآية : « أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ » ففرحوا بها فرحا شديدا ، فنزلت : « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ » » ۵ .
قال العلاّمة الطباطبائي : «وروي بطرق أُخر القصّة، وفي بعضها أبو قبيس بن صرمة، وفي بعضها صرمة بن مالك الأنصاري، على اختلاف ما في القصّة » ۶ .
۴۹۵.۳ . وفي الدرّ المنثور أيضا :وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عبّاس : أنّ المسلمين