489
اسباب اختلاف الحديث

أتاه رجل ـ والحديث طويل ـ سأله عليه السلام فيه عن اُمور، منها عن : ـ «حم *وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ »۱ ، ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال : أمّا «حم » فَهُوَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، وهُو في كِتابِ هودٍ الّذي اُنزِلَ عليه، وهو مَنقوصُ الحروف ، وأمّا «الْكِتابِ الْمُبِينِ » فهو أميرُ المؤمنين عليٌّ عليه السلام ، وأمّا الـ «لَيْلَة » ففاطمةُ ، وأمّا قوله : «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » يقول : يَخرُجُ مِنها خَيرٌ كَثيرٌ ؛ فَرَجُلٌ حَكيمٌ ، و رَجُلٌ حَكيمٌ ، و رَجُلٌ حَكيمٌ . فقال الرجلُ : صِفْ لي الأوَّلَ و الآخِرَ مِنْ هؤلاء الرجالِ . فقال : إنَّ الصِفاتِ تَشتَبِهُ ، و لكِنَّ الثالِثَ مِنَ القَومِ أصِفُ لَكَ؛ ما يَخرُجُ مِن نَسلِه . . . . ۲

أضف إلى ذلك الروايات الواردة في شأن نزول السورة ، وهي كثيرة جدّا، ولنكتفِ بنماذج منها مع تقطيعها ؛ لما يقتضيه الاستطراد ، وهي :

۵۰۷.أخرج البيهقي في الدلائل عن محمّد بن علي ـ يعني الإمام الباقر عليه السلام ـ قال :كان القاسمُ ابنُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد بَلَغَ أن يَركَبَ الدابَّة، ويسيرَ على النجيب، فلمّا قَبضَه اللّهُ عز و جل قال عمرو بنُ العاص : لقد أصبَحَ محمَّدٌأبترَ مِنِ ابْنِه ، فأنزَل اللّهُ . . .» ۳ .

۵۰۸.أخرج الزبير بن بكّار وابن عساكر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، قال :تُوُفِّيَ القاسمُ ابنُ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بمكّةَ، فمرَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو آتٍ من جنازته على العاصي بنِ وائلٍ . . . فقال : لا جرمَ لقد أصبحَ أبترَ ، فأنزل اللّه . . . الحديث . ۴

ومن أراد تفصيل ذلك فعليه بمراجعة مقالنا المستوفي لهذا البحث. ۵

1.الدخان : ۱ ـ ۴ .

2.الكافي: ج۱ ص۴۷۸ ح۴ .

3.دلائل النبوّة : ج۲ ص۶۹ ، اُسد الغابة : ج۴ ص۳۵۸ الرقم ۴۲۵۲ ، الإصابة : ج۵ ص۳۸۹ الرقم ۷۲۸۴ ، الدرّ المنثور: ج۸ ص۶۵۲ .

4.الدرّ المنثور: ج۸ ص۶۵۲ .

5.مقالة «فاطمه ، كوثر قرآن» في مجلّة علوم حديث (الرقم۳۱ ) بالفارسيّة .


اسباب اختلاف الحديث
488

« وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ »۱ . . . ، وقال : «فإنّ سورة الإسراء وهود مكّيتان، وسبب نزولهما يدلّ على أنّهما نزلتا بالمدينة، ولهذا أشكل ذلك على بعضهم ، ولا إشكال؛ لأنّها نزلت مرّة بعد مرّة . . . ۲ والحكمة في هذا كلّه أنّه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية، وقد نزل قبل ذلك ما يتضمّنها، فتؤدّى تلك الآية بعينها إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ تذكيرا لهم بها، وبأنّها تتضمّن هذه» ۳ .

فريدة ناضرة في تفسير الكوثر بمولاتنا فاطمة عليهاالسلام

لمّا رأيت تشكيك بعض الفضلاء في ورود روايات خاصّة عن العترة الطاهرة في تفسير «الكوثر» بالبتول الأطهر اُمّ أبيها واُمّ الأئمّة الأطهار ـ عليها وعلى أبيها وآلهما الصلاة والسلام ـ أردت أن أذكر بعض الروايات الواردة في ذلك؛ تنبيها لإخوتنا، وذخرا لآخرتنا ، وسأكتفي بنقل تلكم الروايات من دون تفسير وتحليل .

۵۰۵.من جملة ما استدركه ابن أبي الحديد على روايات السيّد الشريف الرضيّ قدس سره في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام :«أرْسَلَ إليهِ عمرُو بنُ العاصِ يَعيبُه بِأشياءَ ، منها أنَّه يُسمِّي حَسَنا و حُسَيْنا عليهماالسلام وَلَدَي رَسو لِ اللّه صلى الله عليه و آله ، فقالَ عليه السلام لِرَسولِه : قل للشانئ بن الشانئ : لو لم يكونا ولديه لكان أبتر كما زعمه أبوك !». ۴

۵۰۶.الكليني عن أحمد بن مهران وعليّ بن إبراهيم، جميعا عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال :كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ

1.هود : ۱۱۴ .

2.أقول : ذكر الزركشي هنا من موارد تكرّر النزول آيتي : ۱۱۳ من التوبة و ۵۶ من القصص ، تمسّكا بحجّة داحضة، ولا ريب في خبطه في ذلك ، ومثل هذا يؤكِّد على أنّه لا يمكن تصديق كلّ ما قيل أنّه من المتكرّر نزوله .

3.البرهان في تفسير القرآن : ج۱ ص۳۱ ، وحكاه عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن : ج۱ ص۱۳۰ وعبارة ذيلها كما يلي : «يتضمّنها فيوحى إلى النبيّ صلى الله عليه و آله تلك الآية بعينها تذكيرا» .

4.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۳۴ ح۸۳۴ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254517
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي