493
اسباب اختلاف الحديث

الآية : « إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » ». ۱

وروى نحوه أيضا بعدّة أسانيد . ۲

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل ـ كمستفيض من الأحاديث ـ يدلّ على أنّ نزول آية التطهير كان ببيت اُمّ سلمة، وذلك بعد مجيء فاطمة عليهاالسلامببرمة فيها خزيرة، وأنّها عليهاالسلامهي الّتي دعت زوجها وابنيها حسناً وحسيناً، فنزلت الآية حين ما كانوا يأكلون . . . .
والثاني يدلّ على أنّه صلى الله عليه و آله حين رآى جبرئيل هابطا من السماء أمر أن يُدعى له عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام فدعتهم زينب بنت جحش ـ رضي اللّه عنها ـ . . . فنزلت الآية .
والحديث الثالث وأشباهه يدلّ على أنّ الاجتماع تحت الكساء وقع في بيت فاطمة عليهاالسلام، وأنّ واثلة كان حاضرا هناك ، فسأله صلى الله عليه و آله للالتحاق بهم . . .
فالتنافي بين الروايات المذكورة ـ مع قوّة أسانيدها إجمالاً ـ غير قابل للإنكار .

علاج الاختلاف :

يظهر وجه علاجه ممّا بيّنّاه آنفا ، لإمكان حمل الروايتين الاُوليين على تكرّر نزول آية التطهير؛ لحكمة بالغة من اللّه تعالى . نعم الحديث الثالث لا يحمل على تكرّر النزول ، بل هو محمول على تكرّر تلاوته صلى الله عليه و آله للآية ، وأنّه كان مأمورا بتكرار قضيّة الكساء وقراءة آية التطهير في كلّ مرّة؛ لغرض استحداث عظيم فضل اللّه ورحمته وبركاته عليهم أهل البيت ، ولما في ذلك من النصّ والتأكيد على كونهم عليهم السلام هم المقصودين المخصوصين بهذه العصمة الكبرى والمكانة الأسمى ، « لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللّه لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ »۳ ، فلا يمكن حمل جميع مواردها على تكرّر النزول .

1.شواهد التنزيل: ج۲ ص۶۷ ص۶۸۹ .

2.راجع شواهد التنزيل : ج۲ ص۶۴ ح۶۸۶ و ص۷۳ ح۶۹۳ .

3.الأنفال : ۴۲ .


اسباب اختلاف الحديث
492

النبي صلى الله عليه و آله كان في بيتها على منامة له ، عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة ـ رضى اللّه عنها ـ ببرمة فيها خزيرة، فقال صلى الله عليه و آله : اُدعي زوجك وابنيك . فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبيّ صلى الله عليه و آله : «إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ، فأخذ النبي صلى الله عليه و آله بفضلة الكساء ، فغشّاهم إيّاها ، ثمّ قال : اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، وحامّتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيرا ـ قالها ثلاث مرّات ـ . قالت أُمّ سلمة ـ رضى اللّه عنها ـ : فأدخلت رأسي في البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول اللّه ؟ فقال : إنّك إلى خير ـ مرّتين . ۱

۵۱۴.۲ . وبإسناده عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار، عن أبيه، قال :لمّا نظر النبي صلى الله عليه و آله إلى جبرئيل هابطا من السماء قال : من يدعو لي ؟ من يدعو لي ؟ فقالت زينب : أنا يا رسول اللّه . فقال : ادعي لي عليّاوفاطمة وحسنا وحسينا ، فجعل حسناعن يمينه، وحسينا عن يساره، وعليّاوفاطمة تجاههم، ثمّ غشّاهم بكساء خيبري وقال : اللّهمّ إن لكلّ نبيّ أهلاً ، وإنّ هؤلاء أهلي ، فأنزل اللّه تعالى : «إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » الآية ، فقالت زينب : يا رسول اللّه ، ألا أدخل معكم؟ قال : مكانك؛ فإنّك على خير إن شاء اللّه . ۲

۵۱۵.۳ . الحاكم الحسكاني بإسنادين عن محمّد بن مصعب، وعن شدّاد أبي عمّار ، قال :« دخلت على واثلة وعنده قوم، فذكروا عليّا فشتموه فشتمته، معهم فلمّا قاموا قال : شتمت هذا الرجل ؟! قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم. قال: ألا اُخبرك بما رأيت من رسول اللّه !! قلت: بلى ، قال: أتيت فاطمة أسألها عن عليّ، فقالت: توجّه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فجلست أنتظره حتى جاء رسول اللّه ومعه عليّ وحسن وحسين أخذ كلّ واحد منهما بيده حتّى دخل ، فأدنى عليّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً وحسيناً كلَّ واحد منهما على فخذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه أو كساءه ، ثمّ تلا هذه

1.شواهد التنزيل : ج۲ ص۱۳۰ ح۷۶۱ ، الدرّ المنثور: ج۵ ص۱۹۸ نقلاً عن ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه .

2.شواهد التنزيل: ج۲ ص۵۳ ح۶۷۳ ، ورواه أيضا بغير ما أشرنا إليه من أسانيده ، راجع ح۶۷۲ و ۶۷۴ و ۶۷۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227444
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي