499
اسباب اختلاف الحديث

الفائزون يوم القيامة ، ثمّ أقبل عليكم وقال : أما إنّه أوّلكم إيمانا، وأقومكم بأمر اللّه ، وأوفاكم بعهد اللّه ، وأقضاكم بحكم اللّه ، وأعدلكم في الرعيّة ( وأقومكم ) وأقسمكم بالسويّة ، وأعظمكم عند اللّه مزيّة ، فأنزل اللّه سبحانه « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ أُوْلَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » ، فكبّر النبي صلى الله عليه و آله وكبّرتم ، وهنّأتموني بأجمعكم ، فهل تعلمون أنّ ذلك كذلك ؟ قالوا : اللّهمّ نعم . ۱

۵۲۲.تفسير فرات الكوفي :أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري ، قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه بن محمّد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : كنّا عند النبي صلى الله عليه و آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال النبي صلى الله عليه و آله : قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثم قال : والّذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيمانا معي ، وأوفاكم بعهد اللّه ، وأقومكم بأمر اللّه ، وأعدلكم في الرعيّة ، وأقسمكم بالسويّة ، وأعظمكم عند اللّه مزيّة . قال : فنزلت « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ أُوْلَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » قال : وكان أصحاب محمد رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذا أقبل علي عليه السلام ، قالوا : قد جاء خير البريّة . ۲

إشارة إلى أمثلة اُخرى
1 . وردت روايات تدلّ على كون سورة النساء مدنية، وقد يستثنى منها آية أداء الأمانات النساء : 58 . وأنّها مكّية ، بحجّة أنّ ابن جريج قال : إنّها نزلت بمكّة عام الفتح بشأن مفتاح البيت الحرام .
2 . ما ورد في نزول سورة النصر .
3 . ما ورد في كون المطفّفين مكّية أو مدنية ، ومن المعلوم نزولها قُبَيلَ وصول النبيّ صلى الله عليه و آله المدينة على مشرِّفها آلاف التحيّات والصلوات والسلام .

1.تأويل الآيات الظاهرة: ج ۲ ص ۸۳۳ ح ۶.

2.الأمالي للصدوق : ص۲۵۱ ح۴۴۸ ، نور الثقلين : ج۵ ص۶۴۴ ح۱۱ ، الدرّ المنثور : ج۶ ص۳۷۹ ؛ وراجع تفسير فرات الكوفي : ص۵۸۵ ح۷۵۴ و بشارة المصطفى : ص۱۴۹ ح۱۰۴ و ص۱۹۶ ح۱۵ .


اسباب اختلاف الحديث
498

فأشهر الملاكات وإن كان هو الأوّل ـ بل هو الأنسب ۱ ـ إلاّ أنّ الاختلاف المذكور ربما يوجب اختلافا في الروايات الّتي لها صلة بالنزول ، لاسيّما إذا كان نفس الرواة من أهل الخلاف في المصطلحات ، سواء في الروايات الّتي كان الراوي فيها بصدد النقل بالمعنى ، أو كان الراوي يخبر عمّا نزل في ظرف حضوره .

المثال الأوّل : نزول سورة البيّنة

۵۱۹.۱ . أخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس، قال:نزلت سورة « لَمْ يَكُن » بالمدينة. ۲

۵۲۰.۲ . الدرّ المنثور :أخرج ابن مردويه عن عائشة ، قالت : نزلت سورة « لَمْ يَكُن » بمكّة. ۳

مورد الاختلاف :

هو واضح ولا يحتاج إلى تقرير .

علاج الاختلاف :

بحمل الحديث الأوّل على الاعتبار في المكّية والمدنية على الزمان، والثاني على الاعتبار بالمكان . والشاهد على ذلك ، روايات كثيرة ، منها :

۵۲۱.تأويل الآيات بإسناده عن عبد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع:أن عليّا عليه السلام قال لأهل الشورى : اُنشدكم باللّه هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : هذا أخي قد أتاكم ، ثمّ التفت إلى الكعبة وقال : وربّ الكعبة المبنيّة إنّ هذا وشيعته هم

1.لما يترتّب على هذين المصطلحين ، من معرفة زمان النزول في فهم اتّجاه الآيات، ومعرفة جهات النسخ والتخصيص والتقييد وتعيين شؤون النزول، وغيرها ممّا له دخل في فهم مغزى النصوص القرآنية . مضافا إلى صعوبة التعرّف على محالّ نزول أكثر الآيات والسور ، ومعرفة أنّها هل نزلت في مكّة أو في المدينة أو في سفره صلى الله عليه و آله إلى فجّ عميق الذي لايعدّ من حوالي مكّة ولا المدينة ، أضف إلى ذلك أنّ الاعتبار بغير الزمان يستلزم الحالّ وعدم استيعاب المصطلحين لجميع القرآن ، وتتضاءل حينئذٍ فوائد معرفة المكّي والمدنيّ ، فتأمّل .

2.. الدرّ المنثور: ج ۶ ص ۳۷۷.

3.الدرّ المنثور: ج ۶ ص ۳۷۷.

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230367
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي