السبب السبعون : إفراد بعض المنزّل فيهم بالذكر
قد تختلف الروايتان في نزول آية ، فتدلّ إحداهما على نزولها في فضل أو تقريع رجل ، مع دلالة الاُخرى على نزولها في غيره ، فيبدو من ظاهرهما الاختلاف والتنافي . وربما يعالجهما بعض أهل التفسير والحديث بترجيح أحداهما وطرح الاُخرى . والحال أنه لا تنافي مستقرّ وحقيقي بينهما؛ فإنّ كلاًّ منهما يثبت شيئا من دون نفي لمدلول الآخر، وقد اشتهر في الاُصول أنّه لاتنافي بين المثبتين، كما شاع أنّ «إثبات شيء لا ينفي ما عداه» .
إذا فالعلاج الصحيح لهذا اللون من التنافي الصوري بحمل كلّ منهما على بيان بعض من نزلت فيهم الآية . ولا يخفى أنّ شرط هذا الوجه من الجمع صحّة مشاركتهم في عمل أو صفة أو نحوهما ممّا يسوِّغ تشريكهم فيما نزل من الفضل أو التقريع ، سواء كانوا متساوين في استحقاق ذلك أم مختلفين .
المثال الأوّل : المراد بالشانئ الأبتر
۵۲۳.۱ . السيوطي :أخرج ابن أبي حاتم عن السُدّي رضى الله عنهقال : كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل : بتِر فلان ، فلمّا مات ولد النبي صلى الله عليه و آله قال العاصي بن وائل : بتِر . ۱
۵۲۴.۲ . وقال أيضا :أخرج البيهقيفي الدلائل عن محمّد بن علي ـ يعني الإمامَ الباقر عليه السلام ـ قال : كان القاسم ابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد بلغ أن يركب الدابّة ويسير على النجيب ، فلمّا قبضه اللّه عز و جلقال عمرو بن العاص : لقد أصبح محمّد أبتر من ابنه. فأنزل اللّه تعالى على نبيّه صلى الله عليه و آله :