السبب الثاني والسبعون : التباس موارد الجري والتطبيق بموارد النزول
قد نجد في طائفة من الروايات أنّ آية أو آيات نزلت في شأن فلان، وتدلّ في طائفة اُخرى على نزولها في أشخاص أو قضيّة اُخرى ، مع أنّ إحدى الطائفتين ناظرة إلى كون تلك القضيّة من مصاديق لفظ الآية أو موارد جريها ، لا إلى كونها مورد نزولها ، وأنّ الّذي يوجب هذا التباس التعبير عن المصاديق ومواردِ الجري بما يوهم كونها من موارد النزول .
وسيأتي المراد من الجري والتطبيق على المصاديق والتفسير بها في الفصل الآتي ، وإليك مثاله :
المثال : زمن نزول سورة الضحى
۵۳۳.۱ . الطبرسي :قال ابن عبّاس : احتبس الوحي عنه صلى الله عليه و آله خمسة عشر يوما، فقال المشركون : إن محمّدا صلى الله عليه و آله قد ودَّعه ربّه و قلاه، و لو كان أمره من اللّه تعالى لتتابع عليه ، فنزلت السورة . وقيل : إنّما احتبس الوحي اثني عشر يوما، عن ابن جريج . و قيل: أربعين يوما، عن مقاتل . و قيل : سألتِ اليهود رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله عن ذي القرنين و أصحاب الكهف و عن الروح فقال : ساُخبركم غدا ، و لم يقل : إن شاء اللّه ، فاحتبس عنه الوحي هذه الأيّام ، فاغتمّ لشماتة الأعداء ، فنزلت السورة تسلية لقلبه . ۱
۵۳۴.۲ . تأويل الآيات الظاهرة :محمّد بن العبّاس بإسناده إلى حمّاد بن عيسى، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام، عن أبيه عليه السلام ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على