ويقولون له : كذبت على عبد اللّه سيّدنا، فلمّا رحل رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان زيد معه يقول : اللّهمّ إنّك لتعلم أنّي لم أكذب على عبد اللّه بن اُبي ، فما سار إلاّ قليلاً حتّى أخذ رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله ما كان يأخذه من البرحاء عند نزول الوحي عليه ، فثقل حتّى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي ، فسرى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو يسكب العرق عن جبهته، ثم أخذ بأذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل، ثمّ قال : يا غلام صدق قولك، ووعى قلبك، وأنزل اللّه فيما قلت قرآنا ، فلمّا نزل جمع أصحابه و قرأ عليهم سورة المنافقين « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* إِذَا جَآءَكَ الْمُنَـفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لَكَـذِبُونَ * اتَّخَذُواْ أَيْمَـنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ » إلى قوله « وَ لَـكِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ » ففضح اللّه عبد اللّه بن اُبي . ۱
۵۳۶.۲ . شرف الدين الحسيني بإسناده عن محمّد بن الفضيل عن أبيالحسن الماضي عليه السلام ، قال :سألته عن قول اللّه عز و جل : «ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ » ، قال : إن اللّه تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه عليه السلام منافقاً، وجعل من جحد إمامته كمن جحد نبوّة محمّد صلى الله عليه و آله ، وأنزل بذلك قرآنا فقال : يا محمّد « إِذَا جَآءَكَ الْمُنَـفِقُونَ » بولاية وصيّك « قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لَكَـذِبُونَ » بولاية وصيّك « اتَّخَذُواْ أَيْمَـنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ » و السبيل هو الوصيّ « إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ » برسالتك « ثُمَّ كَفَرُواْ » بولاية وصيك « فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ » . قلت : ما معنى قوله : « لاَ يَفْقَهُونَ » ؟ قال : لا يعقلون بنبوّتك . قلت : « وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ » يعني إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية عليّ « يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ » من ذنوبكم « لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ » عن ولاية عليّ « وَ هُم مُّسْتَكْبِرُونَ » عليه . ثم عطف القول من اللّه عز و جل بمعرفته بهم ، فقال : « سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَـسِقِينَ »