513
اسباب اختلاف الحديث

ويقولون له : كذبت على عبد اللّه سيّدنا، فلمّا رحل رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان زيد معه يقول : اللّهمّ إنّك لتعلم أنّي لم أكذب على عبد اللّه بن اُبي ، فما سار إلاّ قليلاً حتّى أخذ رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله ما كان يأخذه من البرحاء عند نزول الوحي عليه ، فثقل حتّى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي ، فسرى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو يسكب العرق عن جبهته، ثم أخذ بأذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل، ثمّ قال : يا غلام صدق قولك، ووعى قلبك، وأنزل اللّه فيما قلت قرآنا ، فلمّا نزل جمع أصحابه و قرأ عليهم سورة المنافقين « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* إِذَا جَآءَكَ الْمُنَـفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لَكَـذِبُونَ * اتَّخَذُواْ أَيْمَـنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ » إلى قوله « وَ لَـكِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ » ففضح اللّه عبد اللّه بن اُبي . ۱

۵۳۶.۲ . شرف الدين الحسيني بإسناده عن محمّد بن الفضيل عن أبيالحسن الماضي عليه السلام ، قال :سألته عن قول اللّه عز و جل : «ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ » ، قال : إن اللّه تبارك وتعالى سمّى من لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه عليه السلام منافقاً، وجعل من جحد إمامته كمن جحد نبوّة محمّد صلى الله عليه و آله ، وأنزل بذلك قرآنا فقال : يا محمّد « إِذَا جَآءَكَ الْمُنَـفِقُونَ » بولاية وصيّك « قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَـفِقِينَ لَكَـذِبُونَ » بولاية وصيّك « اتَّخَذُواْ أَيْمَـنَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ » و السبيل هو الوصيّ « إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواْ » برسالتك « ثُمَّ كَفَرُواْ » بولاية وصيك « فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ » . قلت : ما معنى قوله : « لاَ يَفْقَهُونَ » ؟ قال : لا يعقلون بنبوّتك . قلت : « وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ » يعني إذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية عليّ « يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ » من ذنوبكم « لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ » عن ولاية عليّ « وَ هُم مُّسْتَكْبِرُونَ » عليه . ثم عطف القول من اللّه عز و جل بمعرفته بهم ، فقال : « سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَـسِقِينَ »

1.تفسير القمّي: ج۲ ص۳۶۸ و ۳۶۹ ، بحار الأنوار: ج۲۰ ص۲۸۵ ـ ۲۸۸ ح۱ .


اسباب اختلاف الحديث
512

يده على وجه ابن سيّار فسال منه الدم ، فنادى سيّار بالخزرج ، ونادى جهجاه بقريش ، وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة، فسمع عبد اللّه بن اُبي النداءَ فقال : ما هذا ؟ فأخبروه بالخبر ، فغضب غضبا شديدا ، ثمّ قال : قد كنت كارها لهذا المسير ، إنّي لأذلّ العرب ، ما ظننت أنّي أبقى إلى أن أسمع مثل هذا ، فلا يكن عندي تغيير . ثمّ أقبل على أصحابه فقال : هذا عملكم ! أنزلتموهم منازلكم، و واسيتموهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل، فأرمل نساءكم، وأيتم صبيانكم . ولو أخرجتموهم لكانوا عيالاً على غيركم ؟! ثمّ قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ ، و كان في القوم زيد بن أرقم ، وكان غلاما قد راهق، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ظلّ شجرة في وقت الهاجرة و عنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد اللّه بن أبيّ ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لعلّك وهمت يا غلام . فقال : لا واللّه ، ما وهمت . فقال : لعلّك غضبت عليه. قال : لا، ما غضبت عليه . قال : فلعلّه سفه عليك . فقال : لا واللّه . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لشقران مولاه : اخرج، فأخرج (احدج فحدج) راحلته، وركب وتسامع الناس بذلك، فقالوا : ما كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس، ولحقه سعد بن عبادة ، فقال : السلام عليك يا رسول اللّه ورحمة اللّه و بركاته . فقال : وعليك السلام . فقال : ما كنت لترحل في هذا الوقت ؟ فقال : أوما سمعت قولاً قال صاحبكم ؟ قال : وأيّ صاحب لنا غيرك يا رسول اللّه ؟! قال : عبد اللّه بن اُبي، زعم أنّه إن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ . فقال : يا رسول اللّه فأنت وأصحابك الأعزّ و هو و أصحابه الأذلّ . فسار رسول اللّه يومه كلّه لا يكلّمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد اللّه بن اُبيّ يعذلونه، فحلف عبد اللّه أنه لم يقل شيئا من ذلك ، فقالوا : فقم بنا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى تعتذر إليه، فلوى عنقه، فلمّا جنّ الليل سار رسول اللّه صلى الله عليه و آله ليله كلّه و النهار ، فلم ينزلوا إلاّ للصلاة، فلمّا كان من الغد نزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ونزل أصحابه و قد أمهدهم الأرض من السهر الّذي أصابهم ، فجاء عبد اللّه بن اُبيّ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فحلف عبد اللّه أنّه لم يقل ذلك ، وأنّه ليشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّك لرسول اللّه وأنّ زيدا قد كذب عليّ ، فقبل رسول اللّه عليه السلام منه ، وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254481
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي