515
اسباب اختلاف الحديث

العجب إنّي تحت ظلّ العرش حيث اُمرت أن أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة، فسمع إدريس عليه السلام فامتعض، فخرّ من جناح الملك، فقبض روحه مكانه، وقال اللّه عز و جل: « وَ رَفَعْنَـهُ مَكَانًا عَلِيًّا » .
2 . ما رواه ابن شهر آشوب رفعه إلى أبي المضا صبيح مولى الرضا عليه السلام قال: سمعته يحدّث عن أبيه، عن جدّه في قوله تعالى « وَ رَفَعْنَـهُ مَكَانًا عَلِيًّا » قال: نزلت في صعود عليّ على ظهر النبي لقلع الصنم . ۱
وراجع في معنى الحديثين مظانّهما من الروايات . ۲

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل ـ كسياق الآية ـ يدلّ على كون المراد بقوله : «مكانا عليّا» هو إدريس النبيّ عليه السلام ، والثاني يدلّ على كونها نازلة في شأن أمير المؤمنين عليه السلام .

علاج الاختلاف :

بحمل الحديث الثاني على نزول الآية باعتبار باطنها وتأويلها في شأنه عليه السلام .
وسنذكر أمثلة هذا النوع من أسباب الاختلاف وأقسامه في مبحث «القراءة التفسيرية» في الفصل الآتي إن شاء اللّه تعالى فراجع .

1.مناقب آل أبي طالب: ج۱ ص۳۹۸ .

2.مستدرك الوسائل : ج۳ ص۴۱۳ ح۳۸۹۹ و المحتضر : ص ۱۵۰ و بحار الأنوار: ج۱۷ ص۳۳۵ ح۱۶ ، و ج۱۸ ص۳۰۵ ح۱۱ ، وج۳۸ ص۷۶ و مستدرك سفينة البحار : ج۴ ص۱۷۵ ، و ج۶ ص۲۷۴ .


اسباب اختلاف الحديث
514

يقول : الظالمين لوصيّك . ۱

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأوّل على نزول سورة «المنافقون» فيما جرى بين عبد اللّه بن اُبيّ وأتباعه وبين الرسول الكريم صلى الله عليه و آله والمهاجرين ، مع أنّ الحديث الثاني يدلّ على نزولها في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام في المنافقين المنكرين بها، فالاختلاف واضح .

علاج الاختلاف :

بحمل الحديث الأوّل على نزول السورة باعتبار ظهرها، وتنزيلها في القضيّة الاُولى ، وحمل الثانية على أنّها ناظرة إلى نزول بطن الآية وتأويلها في القضيّة الثانية . والشاهد على ذلك رواية الكليني لهذا الحديث مع زيادة ، وفيها : «قلت : تنزيل ؟ قال لا ؛ تأويل» ۲ .

المثال الثاني : تعيين مورد نزول «ورفعناه مكاناً عليّاً»

1 . الكليني بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّ ملكا من ملائكة اللّه كانت له عند اللّه عز و جل منزلة عظيمة، فتعتّب عليه، فاُهبط من السماء إلى الارض، فأتى إدريس عليه السلام فقال : إنّ لك من اللّه منزلة فاشفع لي عند ربك . فصلّى ثلاث ليالٍ لا يفتر، وصام أيامها لا يفطر، ثمّ طلب إلى اللّه تعالى في السحر في الملك، فقال الملك : إنّك قد اُعطيت سؤلك، وقد اُطلق لي جناحي، وأنا اُحبّ أن اُكافيك فاطلب إلي حاجة . فقال: تريني ملك الموت؛ لعلّي آنس به؛ فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء . فبسط جناحه ثم قال : اركب، فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له : اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت ما لي أراك قاطباً؟ قال:

1.تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۶۹۴ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۷۲ نحوه ، بحار الأنوار: ج۳۵ ص۳۶۴ ح۵ .

2.الكافي: ج۱ ص۴۳۲ ح۹۱ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230381
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي