يقول : الظالمين لوصيّك . ۱
مورد الاختلاف :
يدلّ الحديث الأوّل على نزول سورة «المنافقون» فيما جرى بين عبد اللّه بن اُبيّ وأتباعه وبين الرسول الكريم صلى الله عليه و آله والمهاجرين ، مع أنّ الحديث الثاني يدلّ على نزولها في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام في المنافقين المنكرين بها، فالاختلاف واضح .
علاج الاختلاف :
بحمل الحديث الأوّل على نزول السورة باعتبار ظهرها، وتنزيلها في القضيّة الاُولى ، وحمل الثانية على أنّها ناظرة إلى نزول بطن الآية وتأويلها في القضيّة الثانية . والشاهد على ذلك رواية الكليني لهذا الحديث مع زيادة ، وفيها : «قلت : تنزيل ؟ قال لا ؛ تأويل» ۲ .
المثال الثاني : تعيين مورد نزول «ورفعناه مكاناً عليّاً»
1 . الكليني بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أخبرني جبرئيل عليه السلام أنّ ملكا من ملائكة اللّه كانت له عند اللّه عز و جل منزلة عظيمة، فتعتّب عليه، فاُهبط من السماء إلى الارض، فأتى إدريس عليه السلام فقال : إنّ لك من اللّه منزلة فاشفع لي عند ربك . فصلّى ثلاث ليالٍ لا يفتر، وصام أيامها لا يفطر، ثمّ طلب إلى اللّه تعالى في السحر في الملك، فقال الملك : إنّك قد اُعطيت سؤلك، وقد اُطلق لي جناحي، وأنا اُحبّ أن اُكافيك فاطلب إلي حاجة . فقال: تريني ملك الموت؛ لعلّي آنس به؛ فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء . فبسط جناحه ثم قال : اركب، فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له : اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت ما لي أراك قاطباً؟ قال: