د ـ التنزيل : هو في اللغة : تفعيل من «النزول» ، وهو بهيئته يكون لمعانٍ؛ منها تعدية النزول ، ونسبة شيء إلى النزول أو إلى الأمر النازل . وقد يكون التنزيل بمعنى اسم المفعول؛ فيرادف «المنزَّل» .
وفي الاصطلاح ـ بقرينة مقابلته للتأويل ـ : عبارة عن حمل لفظ الآية على ظاهر ما نزل من المعنى . وإن شئت فقل: التنزيل حمل الآية على ظاهر معناها .
وقد يستعمل في الأحاديث ويراد منه نفس المعنى الحاصل من الظهر ؛ من باب استعمال المصدر في معنى اسم المفعول ، كما يستعمل في المعنى المودَع في لفظ الآية وإن كان من بعض مراتب بطونها ، ۱ ولعلّه باعتبار أنّه حاكٍ عن الظهر الإضافي؛ أي المعنى الّذي نزل به جبرئيل عليه السلام عند نزول الآية أو بُعَيدَه، ۲ في مقابل بعض البطون البعيدة الّتي يستنبطها المستنبطون من اُولي الأمر أعني أهل البيت عليهم السلام . ۳ وقد تكرّر في الأحاديث إطلاق التنزيل على هذا المعنى الّذي يعتبر من التأويل . ومعرفة هذا المعنى لمصطلح التنزيل ـ الّذي يعتبر من موارد التأويل ـ له دور هامّ في معالجة مختلف الحديث ومشكله ، فربما زلّت أقدام البعض بسبب عدم معرفتهم به، فمال إلى مزعومة التحريف، وأضرّ بالطائفة والشريعة ، وإن تاب من بعد ومات مستقيما على الطريقة .
ه ـ التأويل : في اللغة تفعيل من مادّة «الأول» بمعنى الرجوع ، أوَّل الكلامَ وتأوَّله : دبَّره وقدَّره .
وفي الروايات ـ وإن كان قد يستعمل فيما يرادف التفسير، ۴ إلاّ أنّ الغالب في استعماله
1.راجع الكافي : ج۱ ص۴۳۲ ح۹۱ ونور الثقلين: ج۲ ص۲۱۲ ح۱۲۵ .
2.وذلك لأنّ جبرئيل عليه السلام كان ينزل بالوحي البياني كما ينزل باللفظ المعجز الموسوم بالوحي القرآني ، لقوله تعالى : « إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَ قُرْءَانَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَـهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ » (القيامة : ۱۷ ـ ۱۹ ) .
3.راجع الآية ۵۲ من النساء ، والكافي: ج۱ ص۲۹۵ ح۳ .
4.للحصول على نماذج من ذلك راجع : تفسير العيّاشي: ج۱ ص۱۲ ح۹ و السنن الكبرى للنسائي : ج۱۰ ص۲۰۰ ح۲۰۳۶۰ وروى فيه صدرَه إلى «أهلكت» ، وأيضا التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : ص۱۵ ح۱ ، بحار الأنوار: ج۹۲ ص۱۸۳ ح۱۸ .