السبب الرابع والسبعون : القراءة التفسيرية
نلاحظ في الروايات التفسيرية أنّ الأئمّة عليهم السلام كانوا يكتفون في تفسير الذكر الحكيم بقراءته بالمعنى ، فيبدلون من الآية كلمة أو كلمتين بما يرادفها ويفسّرها في مرتبة التنزيل أو التأويل ، وهذا ما نسمّيه بـ « القراءة التفسيريّة » ، أو «القراءة الممزوجة بالتفسير» أو «القراءة بالمعنى » سواء كان من التفسير بالظاهر ، أو بالباطن .
ومن أوضح الشواهد على أنّ ما صدر عنهم من القراءات المخالفة لرسم المصحف ولقراءات الناس لم تكن من القراءات المصطلحة الناظرة إلى لفظ القرآن الكريم اُمور :
منها : قراءتهم عليهم السلام لتلك الآية في أحاديث اُخرى وفقا لقراءة الناس وطبقا لرسم المصحف . مضافا إلى الأدلّة القطعية من العقل والنقل كتابا وسنّةً الدالّة على عدم تحريف القرآن الكريم .
ومنها : مجانبتهم عن الخوض في أمر اختلاف القراءات مستدلّين بأنّ «القرآن واحد نزل من عند واحد، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة» ۱ ، ولو كانوا قد خاضوا في شأن القراءة لبقيت عنهم مدرسة قويمة مستقلّة فيها .
ومنها : نهيُهم عن قراءة القرآن بخلاف ما «يقرأه الناس» ۲ وأمرُهم بقراءته «كما يقرأ