533
اسباب اختلاف الحديث

مورد الاختلاف :

قراءة الآية المباركة في الحديث الأوّل بلفظ « أُمَّةً وَسَطًا » ، وفي الحديث الثاني بلفظ «أئمّة وسطا» .

علاج الاختلاف :

يظهر العلاج ممّا تقدّم وذلك بحمل الحديث الثاني على القراءة الممزوجة بالتفسير .
لا يقال : الحديث الثاني ضعيف فلا يستدلّ به لإثبات شيء للقرآن . فإنّا نقول: إنّه لايكفي في إثبات القرآن الخبر الصحيح أيضا ، بل لابدّ من خبر متواتر أو ما يجري مجراه ، إلاّ أنّ العلاج هنا ثبوتي مبنيّ على احتمال صدور مثل هذا الخبر عن المعصومين ، مضافا إلى أنّ لفظ خبر النعمانيوإن كان فيه ما ترى إلاّ أنّ رواية هذه القراءة غير منحصرة فيه ، فإنّ من جملة ما ورد في هذا المعنى :

۵۶۲.فرات بن إبراهيم بإسناده عن محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، في قوله عز و جل :« وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَـكُمْ أُمَّةً وَسَطًا » قال: نحن الاُمّة الوسط، ونحن شهداء اللّه على خلقه، وحجته في أرضه . ۱

۵۶۳.ما رواه العيّاشي، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله :« وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ »۲ الحديث ۳ . ودلالته مبنيّة على القياس الاستثنائي ، فراجع .
وقال عليّ بن إبراهيم القمّي : «وإنّما نزلت وكذلك جعلناكم أئمّة وسطا » ۴ .

۵۶۴.روى المجلسي هذه القراءة عن الإمام الصادق عليه السلام ، وفيه :«وهو أئمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » ۵ .

1.تفسير فرات الكوفي : ص۶۲ ح۲۶ ، بحار الأنوار: ج ۲۴ ص ۱۵۷ ح ۱۸ .

2.آل عمران : ۱۰۴ .

3.تفسير العيّاشي: ج۱ ص۱۹۵ ح۱۲۷ .

4.تفسير القمّي: ج۱ ص۶۳ .

5.بحار الأنوار: ج۹۲ ص۶۱ .


اسباب اختلاف الحديث
532

شَهِيدًا » 1 فرسول اللّه صلى الله عليه و آله الشهيد علينا بما بلّغنا عن اللّه عز و جل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة . 2

و بمضمونه ما رواه الصفّار بإسناده عن بريد، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام . . . ۳ . ويقرب منه ما رواه بإسناد آخر عن أبي بصير عن أبيعبد اللّه عليه السلام . ۴

۵۶۱.۲ . أبو عبد اللّه النعماني بإسناده عن إسماعيل بن جابر، قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول: إنّ اللّه تبارك وتعالى بعث محمّدا فختم به الأنبياء، فلا نبيّ بعده ، وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب ، فلا كتاب بعده ، أحلّ فيه حلالاً ، وحرّم حراما ـ إلى أن قال : ـ ولقد سأل أميرَ المؤمنين صلوات اللّه عليه شيعتُه عن مثل هذا فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام، كلّ منها شافٍ كافٍ ، وهي أمر ، وزجر، وترغيب ، وترهيب ، وجدل ، ومثل ، وقصص .
ـ إلى أن قال : ـ وأما ما حرّف من كتاب اللّه فقوله: «كنتم خير أئمة أُخرجت الناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» فحرِّفت إلى «خير اُمّة» : ومنهم الزناة، واللاطة، والسرّاق، وقطّاع الطريق، والظلمة، وشرّاب الخمر، والمضيّعون لفرائض اللّه تعالى ، والعادلون عن حدوده ، أفترى اللّه تعالى مدح من هذه صفته ؟!!
ـ إلى أن قال : ـ وقوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أئمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا» ومعنى وسطا: بين الرسول وبين الناس، فحرّفوها وجعلوها «امة»، ومثله في سورة عمّ يتساءلون» : «ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابيّا» فحرّفوها وقالوا: «ترابا» ، وذلك أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يكثر من مخاطبتي بأبي تراب ، ومثل هذا كثير . ۵

1.الحجّ : ۷۸ .

2.الكافي: ج۱ ص۱۹۰ ح۲ و ص۱۹۱ ح۴ بإسنادٍ آخر نحوه .

3.بصائر الدرجات: ص۸۳ .

4.بصائر الدرجات: ص۱۰۲ ، مختصر بصائر الدرجات: ص۶۵ .

5.بحار الأنوار: ج۹۳ ص۳ ـ ۲۸ نقلاً عن تفسير النعماني .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254208
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي