مورد الاختلاف :
قراءة الآية المباركة في الحديث الأوّل بلفظ « أُمَّةً وَسَطًا » ، وفي الحديث الثاني بلفظ «أئمّة وسطا» .
علاج الاختلاف :
يظهر العلاج ممّا تقدّم وذلك بحمل الحديث الثاني على القراءة الممزوجة بالتفسير .
لا يقال : الحديث الثاني ضعيف فلا يستدلّ به لإثبات شيء للقرآن . فإنّا نقول: إنّه لايكفي في إثبات القرآن الخبر الصحيح أيضا ، بل لابدّ من خبر متواتر أو ما يجري مجراه ، إلاّ أنّ العلاج هنا ثبوتي مبنيّ على احتمال صدور مثل هذا الخبر عن المعصومين ، مضافا إلى أنّ لفظ خبر النعمانيوإن كان فيه ما ترى إلاّ أنّ رواية هذه القراءة غير منحصرة فيه ، فإنّ من جملة ما ورد في هذا المعنى :
۵۶۲.فرات بن إبراهيم بإسناده عن محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، في قوله عز و جل :« وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَـكُمْ أُمَّةً وَسَطًا » قال: نحن الاُمّة الوسط، ونحن شهداء اللّه على خلقه، وحجته في أرضه . ۱
۵۶۳.ما رواه العيّاشي، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله :« وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ »۲ الحديث ۳ . ودلالته مبنيّة على القياس الاستثنائي ، فراجع .
وقال عليّ بن إبراهيم القمّي : «وإنّما نزلت وكذلك جعلناكم أئمّة وسطا » ۴ .
۵۶۴.روى المجلسي هذه القراءة عن الإمام الصادق عليه السلام ، وفيه :«وهو أئمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » ۵ .