عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قوله : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي» قال ـ : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 1
مورد الاختلاف :
يدلّ الحديث الأوّل على نزول الآية المباركة في مولانا الإمام الحسين عليه السلام ، والثاني على نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام .
علاج الاختلاف :
بحملهما على أنّ المقصود كون كلّ من الإمامين المذكورين ـ كغيرهما من العترة الطاهرة عليهم السلام ـ من موارد جري هذه الآية الكريمة ، لا اختصاص نزولها بواحد منهما ، ويشهد لذلك :
۵۸۳.ما رواه الكليني بإسناده عن سدير الصيرفي ، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : جعلت فداك يابن رسول اللّه ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : لا . . . ويمثَّل له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيتهم عليهم السلام . . . فينادي روحه منادٍ من قبل ربّ العزّة فيقول : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» إلى محمّد وأهل بيته «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً » بالولاية «مَرْضِيَّةً » بالثواب «فَادْخُلِي فِي عِبادِي » يعني محمَّدا وأهل بيته «وَ ادْخُلِي جَنَّتِي » ، فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي . ۲
حيث يدلّ على شمول الآية لكلّ مؤمن حقيقة الإيمان . نعم الظاهر من الحديثين الأوّلين كونهما عليهماالسلاممن مجاري تأويل الآية ، بحيث يُنتَظر بالآية ليأتي تأويلها ، فعند تأويلها ـ باستشهاد كلّ منهما وارتحالهما ـ تجري عليه الآية بوجه خاصّ ، وهذا يعمّ جميع المعصومين من آل محمّد صلى الله عليه و آله .
وهناك فرق بين أن نعتبرهما من موارد جري الآية بنحو خاصّ، وبين أن نعتبرهما من