مورد الاختلاف :
التنافي الصوري بين أخذ النعيم بمعناه الظاهر ، وبين نفي السؤال عن النعيم الظاهري وقصر النعيم المسؤول عنه على ولاية أهل البيت عليهم السلام ؛ فإنّ أحاديث الطائفة الثانية تبقي النعيمَ على معناه الظاهر الجليّ ، مع أنّ الطائفة الاُولى تنفي كونه بهذا المعنى ، وتفسِّره بنعمة معنوية هي ولاية أهل البيت عليهم السلام .
علاج الاختلاف :
طريق حلّ الاختلاف وعلاجه بالحمل على إضافية النفي والحصر ، فلا يبقى تنافٍ حقيقي بعد ذلك بين هاتين الطائفتين ؛ فإنّ التفسير بالولاية لبيان الفرد الأكمل ، كما أنّ المراد بالحصر فيها أيضا هو الحصر الإضافي المسوق لبيان أنّ هذا الفرد هو الحقيق لأن تَنزِل فيه الآية المذكورة دون غيره، وإن كان للآية عند النزول شمول بالإطلاق أو العموم .
ويحتمل أن يكون المراد بالحصر بيان أنّ هذه النعم لايسأل عنها بعد الولاية كما قد يشهد له :
۵۹۰.ـ ما رواه فرات ، قال :حدّثني محمّد بن الحسن معنعنا عن حنان بن سدير، قال : حدّثني أبي، قال : كنت عند جعفر بن محمّد عليهماالسلامفقدّم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قطّ ... قلت : قول اللّه في كتابه : « ثُمَّ لَتُسْـئلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » فخفت أن يكون هذا الطعام من النعيم الّذي يسألنا اللّه عنه ؟ فضحك حتّى بدت نواجذه ، ثمّ قال : يا سدير ، لا تسأل عن طعام طيّب، ولا ثوب ليّن، ولا رائحة طيّبة ، بل لنا خلق وله خلقنا، ولنعمل فيه بالطاعة . قلت له : بأبي أنت واُمّي يابن رسول اللّه ، فما النعيم ؟ قال : حبّ عليّ وعترته ، يسألهم اللّه يوم القيامة كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحبّ عليّ وعترته ؟ ۱