553
اسباب اختلاف الحديث

المثال الثالث : تفسير النحر في سورة الكوثر

هناك روايات مستفيضة تدلّ على تفسير « وَ انْحَرْ » بمعناه الظاهر الجليّ وهو قتل النحيرة . ۱ مع ورود أحاديث متعدّدة تفسّره بـِ «رفع اليدين موجَّهتين نحو القبلة إلى محاذي النحرِ أو الوجهِ ، في حال تكبيرة الإحرام ، أو جميع تكبيرات الصلاة» ، أو بـِ «الاعتدال والانتصاب في القيام للصلاة بإقامة الصلب والنحر» أو ما إلى ذلك .
أ ـ فممّا دلّ على كون « وَ انْحَرْ » بمعنى قتل القرابين والأضاحي :

۵۹۱.۱ . الشيخ الطوسي مرفوعا عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام :أنّ معناه : وانحر البدن والأضاحي . ۲

۵۹۲.۲ . ما في حديث اُبيّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :من قرأها سقاه اللّه من أنهار الجنّة، واُعطي من الأجر بعدد كلّ قربان قرّبه العباد في يوم عيد ويقرِّبون من أهل الكتاب والمشركين . ۳

۵۹۳.۳ . القطب الراوندي في لبّ اللباب عنه صلى الله عليه و آله قال :من قرأها سقاه اللّه من كلّ نهر في الجنّة، وكتب له عشر حسنات بعدد قربان كلّ يوم عيد النحر . ۴

۵۹۴.۴ . البرهان عن كتاب خواصّ القرآن :روي عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال : من قرأ هذه السورة سقاه اللّه تعالى من نهر الكوثر، ومن كلّ نهر في الجنّة، وكتب له عشر حسنات بعدد كلّ من قرّب قربانا من الناس يوم النحر . ۵

۵۹۵.۵ . الطبري بإسناده عن سعيد بن جبير :كانت هذه الآية ـ يعني قوله : « فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ » ـ يوم الحديبية ، أتاه جبرئيل عليه السلام فقال : انحر وارجع ، فقام رسول اللّه صلى الله عليه و آله فخطب خطبة الفطر والنحر ، ثمّ ركع ركعتين ، ثمّ انصرف إلى البدن فنحرها،

1.سنذكر بعضها .

2.التبيان في تفسير القرآن : ج۱۰ ص۴۱۸ ، مجمع البيان: ج۱۰ ص۴۶۰ .

3.مجمع البيان: ج۱۰ ص۴۵۹ ، تفسير أبي الفتوح الرازي: ج۱۲ ص ۱۸۵ .

4.مستدرك الوسائل: ج۴ ص۳۶۹ ح۴۹۶۵ .

5.البرهان في تفسير القرآن : ج۵ ص۷۷۱ ح۱۱۹۳۳ .


اسباب اختلاف الحديث
552

فتأمّل في قوله عليه السلام : « بل لنا خلق وله خلقنا ، ولنعمل فيه بالطاعة» ، فمن تمتّع بنعمه تعالى ولم يقم بالطاعة الّتي من أهمّها اتّباع النبيّ وعترته صلوات اللّه عليهم وولايتهم فهو مسؤول عن سائر النعم أيضا .

المثال الثاني : تفسير « كُونُواْ مَعَ الصَّـدِقِينَ »

تفسير قوله تعالى: « كُونُواْ مَعَ الصَّـدِقِينَ »۱ تارة بقولهم عليهم السلام : «إيّانا عنى » ۲ ، واُخرى بمحمّد وعليّ صلّى اللّه عليهما وآلهما، ۳ وثالثة بقولهم : «الصادقون هم الأئمّة والصدّيقون بطاعتهم » ۴ ، ورابعة بقول النبيّ صلى الله عليه و آله لأبي دجانة ـ حين سأل أصحابه عن فقال أبو دجانه معنى الآية: «يا رسول اللّه ، كلّنا من الصادقين ، قد آمنّا بك وصدّقناك» ـ : «لا يا أبا دجانة، هذه نزلت في ابن عمّي أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب عليه السلام خاصّة، دون الناس، وهو من الصادقين» ۵ .
فبينا ترى «الصادقين » في الآية يُفسَّر بهم خاصّة في عدّة نصوص ، يفسَّر في صحيحة ابن أبي نصر البزنطي بـِ : «الصادقون هم الأئمّة والصدّيقون بطاعتهم » .

مورد الاختلاف والعلاج :

ظهر ممّا تقدّم .
ولا يخفى أنّ الروايات النافية لحمل «اُولي الأمر » على غير أهل البيت عليهم السلام لاتعدّ من هذه الطائفة؛ لما بينهما من الفرق الجوهري ، وكذا سائر ما ورد في تفسير الآيات الخاصّة بهم عليهم السلام ، فتنبّه .

1.التوبة : ۱۱۹ .

2.الكافي: ج۱ ص۲۰۸ ح۱ .

3.راجع خصائص الوحي المبين: ص۲۳۴ ح۱۸۱ ـ ۱۸۴ .

4.تفسير فرات الكوفي: ص۱۷۴ ح۲۲۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254047
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي