565
اسباب اختلاف الحديث

فقال عليه السلام : الوقوف عند ذكر الجنة والنار . ۱
قال العلاّمة : والمراد به التدبّر . ۲

المثال الأوّل : تفسير « أَيَّامِ اللَّهِ »

۶۰۷.۱ . ما رواه العيّاشي عن إبراهيم بن عمر، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قول اللّه :« وَ ذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ »۳ ، قال : بآلائه؛ يعني نعمه . ۴

۶۰۸.۲ . وفي أمالي الطوسي بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام ، قال :حدّثني عبد اللّه بن عبّاس وجابر بن عبد اللّه الأنصاري : أنّ النبي صلى الله عليه و آله قال في قوله عز و جل : « وَ ذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَأَيَـتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ » ـ : أيّام اللّه نعماؤه وبلاؤه مثلاته سبحانه . ۵

۶۰۹.۳ . ما رواه الصدوق بإسناده عن مثنّى الحنّاط، عن الباقر عليه السلام :أيّام اللّه عز و جلثلاثة : يوم يقوم القائم، ويوم الكرّة، ويوم القيامة ت . ۶

مورد الاختلاف :

تفسير الأيّام في الأوّلين بنعمه وآلائه ، وفي الثالث بيوم يقوم القائم ويوم الكرّة ويوم القيامة .

علاج الاختلاف :

حمل الأيّام على كونها مستعملة في بعض مظروفاتها ، أي بعض ما يتحقّق في ظرفها . توضيح ذلك: أنّ جميع الأيّام وإن كانت للّه سبحانه وتعالى ، إلاّ أنّ انتساب بعض الأيّام وإضافتها إليه تعالى لأجل شرافة اكتسبتها ممّا وقع وتحقّق فيها ، مثل الأيّام الّتي ظهرت

1.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۵۷ ح۸۴ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج۱ ص۲۶۶ .

3.إبراهيم : ۵ .

4.تفسير العيّاشي: ج۲ ص۲۲۲ ح۲ .

5.الأمالي للطوسي : ص۴۹۱ ح۱۰۷۷ ، نور الثقلين: ج۲ ص۵۲۶ .

6.الخصال : ص۱۰۸ ح۷۵ .


اسباب اختلاف الحديث
564

قلت : الملازمة المصحّحة لانتقال السامع من لفظ إلى لازمه ولتفسيره به أعمّ من اللزوم البيّن بالمعنى الأخصّ الّذي تتوقّف عليه الدلالة الالتزامية .
مضافا إلى ما بيّنّاه آنفا من كون تفسير شيء بشيء أعمَّ من استعماله فيه؛ لأعمّية التفسير من أن يكون بنفس الشيء، أو بوجه من وجوهه، وبشيء ممّا يلابسه .
ويمكن أن يعتبر من هذا الباب الأمثلة التالية من غير مختلف الحديث :

۶۰۴.۱ . ما رواه الصدوق قدس سره بإسناده عن الحسن بن راشد ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، قال :سألته عن معنى «اللّه » ، قال : استولى على ما دقّ وجلّ . ۱

فإنّ الاستيلاء على ما دقّ وجلّ من لوازم معنى الإلهية، سواء كان «الإله » بمعنى المألوه والمعبود ، أم بمعنى من يُرجَع إليه عند الحوائج ؛ لأنّ العبادة ـ الّتي هي إظهار غاية الخضوع ـ لا تحقّ ولا تصلح إلاّ للواحد الأحد الّذي هو على كلّ شيء قدير، ولكلّ حاجة جدير، لايشذّ من قدرته شيء صغيرا أو كبيرا، والواحد الكامل المهيمن على ذلك لابدّ أن يكون مستوليا على كلّ شيء ممّا دقّ وجلّ .

۶۰۵.۲ . ما في إرشاد القلوب للديلمي، عن الصادق عليه السلام ـ في قوله تعالى :« الَّذِينَ ءَاتَيْنَـهُمُ الْكِتَـبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ »۲ ـ قال : يرتلون آياته، ويتفقّهون فيه، ويعملون بأحكامه ، ويرجون وعده، ويخافون وعيده ، ويعتبرون بقصصه ، ويأتمرون بأوامره ، ويتناهون عن نواهيه . ما هو ـ واللّه ـ حفظ آياته ، ودرس حروفه ، وتلاوة سوره ، ودرس أعشاره وأخماسه ، حفظوا حروفه، وأضاعوا حدوده ، وإنما هو تدبّر آياته، والعمل بأحكامه ؛ قال اللّه تعالى: « الَّذِينَ ءَاتَيْنَـهُمُ الْكِتَـبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ »۳ . ۴

أقول : هذا من تفسير الشيء بغايته المطلوبة منه .

۶۰۶.۳ . ومثله ما رواه العيّاشي عن الصادق عليه السلام ـ في قول اللّه عز و جل :« يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ » ـ

1.التوحيد: ص۲۳۰ ح۴ .

2.البقرة : ۱۲۱ .

3.ص : ۲۹ .

4.إرشاد القلوب : ص۷۸ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254043
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي