575
اسباب اختلاف الحديث

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل يفسِّر جعْلَ اللّهِ عرضة للأيمان بِـ : جعله تعالى في معرض الأيمان والحلف به ، فينهى عنه ، والحديث الثاني يفسِّره بمعنى المانع عن الطاعات والمبرّات، والإصلاح بين الناس .

علاج الاختلاف :

ظهر علاجه ممّا تقدّم .
قال العلاّمة عقيب ذكر الروايتين : «الرواية الاُولى كما ترى تفسِّر الآية بأحد المعنيين، والثانية والثالثة ۱ بالمعنى الآخر » ۲ .
أقول : وأمّا ما رواه :

۶۲۲.العيّاشي، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عنهما عليهماالسلام ، قالا :هو الرجل يصلح بين الرجلين ۳ فيحمل ما بينهما من الإثم . ۴

فيمكن تطبيقه على كلا من المعنيين ، بمعنى أنّ الآية تأمر بذلك وأنّ اللّه تعالى أو الحلف به لا يمنعان من ذلك .

المثال الثالث : تفسير « ذِكْرُ اللَّهِ »

۶۲۳.۱ . عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ـ في قوله تعالى :« وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ »۵ ـ : يقول : ذكر اللّه لأهل الصلاة أكبر من ذكرهم إيّاه ، ألا ترى أنّه

1.ومراده من الاُولى والثانية الروايتان المتقدّمتان وبالثالثة ما رواه الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام في الآية : «إذا دعيت لصلحٍ بين اثنين فلا تقل عليّ يمين أن لا أفعل » (الكافي: ج۲ ص۲۱۰ ح۶ ) .

2.الميزان في تفسير القرآن: ج۲ ص۲۲۷ .

3.في المصدر : «الرجل» والتصحيح من بحار الأنوار (ج ۱۰۴ ص ۲۲۳ ح ۳۴).

4.تفسير العيّاشي: ج۱ ص۱۱۲ ح۳۳۸ .

5.العنكبوت : ۴۵ .


اسباب اختلاف الحديث
574

الاْءِحْسانِ إِلاَّ الاْءِحْسانُ » قال: هل جزاء من قال لا إله إلا اللّه إلاّ الجنّة ، فقال اليهودي: صدقت يا محمّد. 1

مورد الاختلاف :

دلالة الطائفة الاُولى على أنّ فاعل كلا الإحسانين هو اللّه تعالى ، وأنّ المعنى هل جزاء من أحسن اللّه تعالى إليه بالتوحيد إلاّ أن يحسن إليه بالجنّة! ودلالة الطائفة الثانية على أنّ فاعل الإحسان الثاني غير الأوّل ، وعليه فمن أحسن فوحّد اللّهَ تعالى أحسن اللّهُ إليه بالجنّة، ومن أحسن إليه غيره بصنيعة فعليه بجزائه بإحسان مثله أو بأحسن منه . مضافا إلى اختلاف الطائفتين أيضا بدلالة الاُولى على كون الآية للإخبار، والثانية على كونها للإنشاء والتكليف .

علاج الاختلاف :

لا تنافي حقيقيّا بين الطائفتين بعد حملهما على استعمال اللفظ في أكثر من معنى .

المثال الثاني : تفسير « وَ لا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ »

۶۲۰.۱ . العيّاشي، عن محمّد بن مسلم ، قال :سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قوله تبارك وتعالى لا إله غيره : «وَ لا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا »۲ . قال : هو قول الرجل : لا واللّه ، وبلى واللّه . ۳

۶۲۱.۲ . العيّاشي عن منصور بن حازم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه :« وَ لا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ » قال : يعني الرجل يحلف أن لا يكلّم أخاه وما أشبه ذلك، أو لا يكلّم اُمّه. ۴

1.علل الشرائع : ص۲۵۱ ح۸ ، وسائل الشيعة : ج۷ ص۱۸۷ ح۹۰۷۶ .

2.البقرة : ۲۲۴ .

3.تفسير العيّاشي: ج۱ ص۱۱۲ ح۳۳۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233363
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي