غير أنّ الإفراط والتكلّف في قياسه، وردّ الاُصول المتقاربة بعضها إلى بعض ، أوقع عدّة من علماء العربية في خبط بعيد، كما حمل جماعة منهم على إنكار أصل الاشتقاق . كما هو قضيّة كلّ إفراط وتفريط .
الرابع : إنّ أفصح الناطقين بالضاد ـ أعني الأئمّة المعصومين العارفين بالقرآن؛ ظهره وبطنه ـ هم أعرف الناس بلسانه العربي المبين ، فيعرفون موارد اشتقاقه عن شوارده ، فربما يبنون عليه تفسيرهم لألفاظه المباركة، فيكشفون لطائف ودقائق في اُفق الظهر والتنزيل، أو البطن والتأويل ، حسب ما بيّنّاه وفصّلناه فيما تقدّم من مباحث القسم الخامس .
المثال الأوّل : تفسير « فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى »
۶۳۵.۱ . الكليني بإسناده عن إبراهيم ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قول اللّه تعالى :« إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى »۱ ـ : فالحبّ طينة المؤمنين الّتي ألقى اللّه عليها محبّته، والنوى طينة الكافرين الّذين نأوا عن كلّ خير، وإنّما سمّي النوى من أجل أنّه نأى عن كلّ خير، وتباعد عنه ... . ۲