۶۳۶.۲ . الخصيبي بإسناده عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في حديث طويل ـ قال :قلت في نفسي: اللّهم إنّي ما أشكّ في حجّتك على خلقك،وأمّا جعفر فبيّن لي فيه آية تزيدني ثباتا ويقينا. فرفع رأسه إليّ وقال : « قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَـمُوسَى » طه: ۳۶ . يا مفضل، ناولني النواة ، وأشار بيده إلى نواة في جانب الدار، فأخذتها وناولته إيّاها، فجمع سبّابته عليها وغمرها في الأرض فغيّبها، ودعا بدعوات سمعت يقول : اللّهمّ فالق الحبّ والنوى ، ولم أسمع الباقي ، وإذا تلك النواة نبتت نخلة وأخذتْ تعلو حتّى صارت بإزاء علو الدار ، ثمّ حملت حملاً حسنا، وتهدّلت، ونارت، ورطبت، وأنا أنظر إليها ـ . الحديث . ۱
مورد الاختلاف :
استعمل «النوى» في الحديث الثاني بمعناه الظاهر الذي هو جمع «نواة»؛ بمعنى عجمة التمر وغيره ، وفي الأوّل بمعنى «طينة الكافرين الّذين نأوا عن كلّ خير» فاختلافهما في المعنى واضح جدّا .
علاج الاختلاف :
الحديث الثاني قد فسّره بمعناه الظاهر ، وأمّا الأوّل فاستعمله في معناه المبنيّ على الاشتقاق . قال العلاّمة المجلسي قدس سره : «يظهر منه أنّ الحبّ صفة مشبّهة من المحبّة ، ولم يرد فيما عندنا من كتب اللغة ، وإنّما ذكروا الحِبّ ـ بالكسر ـ بمعنى المحبوب ، وبالفتح جمع الحَبّة، ولا يبعد أن يكون هنا جمع الحَبّة بمعنى حبّة القلب ، وهي سويداؤه ، ويكون وجه تسمية حبّة القلب بها أنّها محلّ للمحبّة . والنوى ـ بالواو ـ البعد ، كالنأى بالهمز» ۲ .
وقال في موضع آخر : «هذا بطن من بطون الآية ، وعلى هذا التأويل المراد بالفلق: شقّ كلّ منهما وإخراج الآخر منه ، أو شقّ كلّ منهما عن صاحبه ، أو خلقهما ؛ من أجل أنّه نأى ،