585
اسباب اختلاف الحديث

كأنّ مناسبة نأى ونوى من جهة الاشتقاق الكبير المبنيّ على توافق بعض حروف الكلمتين؛ فإنّ الأوّل مهموز الوسط، والثاني من المعتلّ » ۱ .

المثال الثاني : تفسير اليتامى في آية الخمس

۶۳۷.۱ . الشيخ الطوسي قدس سره بإسناده عن زكريّا بن مالك الجعفي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنَّه سأله عن قول اللّه عز و جل:« وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ »۲ ، فقال : أمّا خمس اللّه عز و جلفللرسول يضعه في سبيل اللّه ، وأما خمستالرسول فلأقاربه ، وخمس ذوي القربى فهم اقرباؤه ، واليتامى يتامى أهل بيته ، فجعل هذه الاربعة أربعة أسهم فيهم ... . ۳

۶۳۸.۲ . وعن العلاّمة، عن المفضّل بن عمر، عن جعفر الصادق عليه السلام ، عن فاطمة عليهاالسلامـ في حديث فدك وتفسير قوله تعالى :« فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ » و « مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِى الْقُرْبَى وَ الْيَتَـمَى وَالْمَسَـكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ »۴ ـ : فما للّه فهو لرسوله ، وما لرسول اللّه فهو لذي القربى ، ونحن ذو القربى ؛ قال اللّه تعالى : «قُل لاَّ أَسْـئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى »۵ فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطاب وقال : ما تقول؟ فقال عمر : ومن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟ فقالت فاطمة عليهاالسلام : اليتامى الّذين يأتمّون باللّه وبرسوله وبذي القربى ، والمساكين الّذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة ، وابن السبيل الّذي يسلك مسلكهم ... . ۶

1.بحار الأنوار: ج۶۷ ص۸۹ .

2.الأنفال : ۴۱ .

3.تهذيب الأحكام: ج۴ ص۱۲۵ ح۳۶۰ ، ويفيد المعنى الّذي نحن بصدده الحديثان بعده : ح۳۶۱ و ح۳۶۲ .

4.الحشر : ۷ .

5.الشورى : ۲۳ .

6.بحار الأنوار: ج۲۹ ص۱۹۵ ح۴۰ .


اسباب اختلاف الحديث
584

۶۳۶.۲ . الخصيبي بإسناده عن المفضّل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في حديث طويل ـ قال :قلت في نفسي: اللّهم إنّي ما أشكّ في حجّتك على خلقك،وأمّا جعفر فبيّن لي فيه آية تزيدني ثباتا ويقينا. فرفع رأسه إليّ وقال : « قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَـمُوسَى » طه: ۳۶ . يا مفضل، ناولني النواة ، وأشار بيده إلى نواة في جانب الدار، فأخذتها وناولته إيّاها، فجمع سبّابته عليها وغمرها في الأرض فغيّبها، ودعا بدعوات سمعت يقول : اللّهمّ فالق الحبّ والنوى ، ولم أسمع الباقي ، وإذا تلك النواة نبتت نخلة وأخذتْ تعلو حتّى صارت بإزاء علو الدار ، ثمّ حملت حملاً حسنا، وتهدّلت، ونارت، ورطبت، وأنا أنظر إليها ـ . الحديث . ۱

مورد الاختلاف :

استعمل «النوى» في الحديث الثاني بمعناه الظاهر الذي هو جمع «نواة»؛ بمعنى عجمة التمر وغيره ، وفي الأوّل بمعنى «طينة الكافرين الّذين نأوا عن كلّ خير» فاختلافهما في المعنى واضح جدّا .

علاج الاختلاف :

الحديث الثاني قد فسّره بمعناه الظاهر ، وأمّا الأوّل فاستعمله في معناه المبنيّ على الاشتقاق . قال العلاّمة المجلسي قدس سره : «يظهر منه أنّ الحبّ صفة مشبّهة من المحبّة ، ولم يرد فيما عندنا من كتب اللغة ، وإنّما ذكروا الحِبّ ـ بالكسر ـ بمعنى المحبوب ، وبالفتح جمع الحَبّة، ولا يبعد أن يكون هنا جمع الحَبّة بمعنى حبّة القلب ، وهي سويداؤه ، ويكون وجه تسمية حبّة القلب بها أنّها محلّ للمحبّة . والنوى ـ بالواو ـ البعد ، كالنأى بالهمز» ۲ .
وقال في موضع آخر : «هذا بطن من بطون الآية ، وعلى هذا التأويل المراد بالفلق: شقّ كلّ منهما وإخراج الآخر منه ، أو شقّ كلّ منهما عن صاحبه ، أو خلقهما ؛ من أجل أنّه نأى ،

1.الهداية الكبرى : ص۲۵۵ .

2.بحار الأنوار: ج۲۴ ص۱۰۹ ح۲۰ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230407
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي