عند أنفسهم بآرائهم، واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء، ونبذوا قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وراء ظهورهم». ۱
فإنّه صلى الله عليه و آله كان يقول : «هلاك أُمّتي في الكتاب ... يتعلّمون القرآن فيتأوّلونه على غير ما أنزل اللّه عز و جل» ۲ ، و « أخوف ما أخاف على اُمّتي ... وسوء التأويل» ۳ ، «إنّ في اُمّتي قوما يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدقل ۴ ، يتاوّلونه على غير تأويله» ۵ .
وأخيرا فالفرق بين التفسير والتأويل بعبارة موجزة هو ـ أنّ التفسير كشف القناع عن المعنى الغامض لإيضاح ما للفظ الآية من المعنى، واستكشاف ما للتركيب من الظهور حسب الفهم العرفي ؛ و أمّا التأويل فهو «صرف الكلام عن وجهه وإرجاعه إلى ما هو ممّا أراده المتكلّم من حاقّ هذا الكلام» أو فقل : «هو استخراج حقيقة كامنة وراء ثوب اللفظ» ، فيشمل تأويل المتشابه و استخراج البطون.
تنبيه : كثيرا ما يستعمل التأويل في الأحاديث بمعنى نفس المعنى «المأوَّل إليه» ۶ ، من باب استعمال المصدر في الاسم ، كما قد يستعمل في التفسير بالمعنى الأعمّ فيشمل التفسير والتأويل معا ، وهذا الأمر ممّا يوجب صعوبة في استخراج حاقّ معنى التأويل ومعرفة حقيقته على بعض أهل التحقيق .
1.وسائل الشيعة: ج۲۷ ص۲۰۰ ح۳۳۵۷۰ نقلاً عن رسالة المحكم والمتشابه للسيّد المرتضى ، بحار الأنوار: ج۹۳ ص۱۲ .
2.مسند ابن حنبل: ج۶ ص۱۴۱ ح۱۷۴۲۰ .
3.تنبيه الخواطر: ج۲ ص۲۲۷ .
4.وإليك نماذج منها : أ ـ بحار الأنوار: ج۲۵ ص۶ ح۹ : «... نحن تأويل هذه الآية: « وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِى الْأَرْضِ » » . ب ـ الكافي: ج۸ ص۲۰۱ ح۲۴۳ عن محمّد بن مسلم : «لم يجئ تأويل هذه الآية بعد» . ج ـ بحار الأنوار: ج۹۲ ص۹۷ ح۶۴ : «كلّما جاء تأويل شيء منه يكون على الأموات كما يكون على الأحياء » .