599
اسباب اختلاف الحديث

ذراعا بذراع، وشبرا بشبر، وباعا بباع، حتّى لو أنّ أحدا من اُولئك دخل جحر ضبّ لدخلتموه ... . ۱

وقد قرّرها بعض المحقّقين ـ على ما حكاه عنه المفسّر العاملي قدس سره ـ بتقريب آخر ، وإليك محكيَّه : «إنّ أحكام اللّه تعالى إنّما تجري على الحقائق الكلّية، والمقامات النوعية، فحيث ما خوطب قوم بخطاب ونسب إليهم فعل دخل في ذلك الخطاب وذلك الفعل ـ عند العلماء واُولي الألباب ـ كلّ من كان من سنخ اُولئك القوم وطينتهم، فصفوة اللّه حيث ما خوطبوا بمكرمة أو نسبوا إلى أنفسهم مكرمة يشمل ذلك كلّ من كان من سنخهم وطينتهم من الأنبياء والأولياء، وكلّ من كان من المقرَّبين إلاّ بمكرمة خصّوا بها من دون غيرهم، وكذلك اذا خوطبت شيعتهم ومحبّوهم بخير، أو نسب إليهم خير، أو خوطب أعداؤهم ومخالفوهم بسوء، أو نسب إليهم سوء، يدخل في في الأوّل كلّ من كان من سنخ شيعتهم وطينة محبّيهم ، وفي الثاني كلّ من كان من سنخ أعدائهم وطينة مبغضيهم من الأولين والآخرين؛ وذلك لأنّ كلّ من أحبّه اللّه ورسوله أحبّه كلّ مؤمن من ابتداء الخلق إلى انتهائه، وكلّ من أبغضه اللّه ورسوله أبغضه كلّ مؤمن كذلك، وهو يبغض كلّ من أحبّه اللّه ورسوله، فكلّ مؤمن في العالم قديما أو حديثا إلى يوم القيامة فهو من شيعتهم ومحبّيهم، وكلّ جاحد في العالم قديما أو

1.مجمع البيان : ج۵ ص۷۴ ذيل الآية ۶۹ من التوبة ، الأمالي للطوسي : ص۲۶۶ ح۴۹۲ ، عوالي اللآلي : ج۱ ص۳۱۴ ، مسند ابن حنبل : ج۲ ص۳۲۷ ، المستدرك على الصحيحين: ج۱ ص۹۳ ح۱۰۶ كلاهما نحوه ، مسند أبي يعلى : ج۱۱ ص۱۸۲ كلّها عن أبي هريرة . بل والآيات التالية أيضا تشير إليه : « كَذَ لِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَـبَهَتْ قُلُوبُهُمْ ... » (البقرة : ۱۱۸ ) ، « ذَ لِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَ هِهِمْ يُضَـهِـئونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ » (التوبة : ۳۰ ) « كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَ لاً وَأَوْلَـدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلَـقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَـقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَـقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِى خَاضُواْ » (التوبة : ۶۹ ) . وكذا يعطي مفاده ما رواه الحسن بن سليمان الحلّي بإسناده عن المفضّل بن عمر ، أنّه كتب إلى أبي عبد اللّه عليه السلام كتاباً فجاءه هذا الجواب من أبي عبد اللّه عليه السلام : «أمّا بعد ... إنّ السنن والأمثال قائمة لم يكن شيء فيما مضى إلاّ سيكون مثله حتّى لو كانت هناك شاة برشاء كان هاهنا مثلها، ولتعلم أنّه سيضلّ قوم على ضلالة من كان قبلهم» ( مختصر بصائر الدرجات : ص۸۷) .


اسباب اختلاف الحديث
598

أهلها بخير إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا، وما من آية نزلت تذكر أهلها بشرّ ولا تسوق إلى النار إلاّ وهي في عدوّنا ومن خالفنا . ۱

ويدلّ على مفاده روايات اُخرى . ۲

۶۴۴.الكليني أيضا بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام . ۳

۶۴۵.العيّاشي عن مسعدة بن صدقة، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه قال :قال أمير المؤمنين عليهم السلام : سمّوهم بأحسن أمثال القرآن ، يعني عترةَ النبي صلى الله عليه و آله . ۴

وكذا يدلّ عليه الأحاديث الدالّة على تشابه الاُمم في اُصول القضايا ، منها :

۶۴۶.ما روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :لتأخذنَّ كما أخذت الاُمم من قبلكم

1.الكافي: ج۸ ص۳۶ ح۶ .

2.ـ منها : ما رواه العيّاشي عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام . . .«إنّ القرآن حيّ لا يموت ، والآية حيّة لا تموت ، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا ماتت الآية ، لمات القرآن ، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين» (تفسير العيّاشي: ج۱ ص۱۱ ح۵ ) ، وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «إنّ القرآن حيّ لم يمت ، وإنّه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر ...» (تفسير العيّاشي: ج۲ ص۲۰۳ ح۶ ) ، وروى الصفّار في البصائر بإسناده عن فضيل بن يسار عنه عليه السلام ما يفيد مفاده (بصائر الدرجات: ص۱۹۶ ح۷ ) وروى الصفّار أيضا بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الحجاز ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال في مرضه: «لست أخاف عليك أن تضلّ بعد الهدى، ولكن أخاف عليك فسّاق قريش وعاديتهم ، حسبنا اللّه ونِعم الوكيل ، على أن ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا ، فما كان من خير فلنا ولشيعتنا ، والثلث الباقي أشركنا فيه الناس ، فما كان فيه من شرّ فلعدوّنا» ـ الحديث ـ (بصائر الدرجات: ص۱۲۱ ح۲ ) ، والعيّاشي أيضا عن خيثمة : قال أبو جعفر عليه السلام : «القرآن نزل أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبّائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنّة ومثل، ولو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات اُولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكنّ القرآن يجري أوّله على آخره ما دامت السماوات والأرض ، ولكلّ قوم آية يتلونها ، هم منها من خير أو شرّ » (تفسير العيّاشي : ج۱ ص۱۰ ح۷ ) .

3.الكافي: ج۲ ص۶۲۸ ح۴ .

4.تفسير العيّاشي : ج۱ ص ۱۳ ح۷ ، بحار الأنوار: ج۹۲ ص۱۱۵ ح۱۰ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 254122
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي