ورضاه وسخطه وأمثاله بمخالفته وأسفه وظلمه ورضاه وسخطه ، وكذا تأويل يد اللّه وعينه وجنبه وقلبه وسائر ما هو من هذا القبيل ممّا نسبه اللّه إلى نفسه بالإمام الولي الحجّة .
قال المفسِّر المولى أبو الحسن العاملي الإصفهاني في سرّ هذا التأويل : «من عادة الأعاظم والملوك والأكابر أن ينسبوا ما يقع من خَدَمهم بأمرهم إلى أنفسهم تجوّزا ، وكذا قد ينسبون مجازا ما يصيب خدمهم ومقرَّبيهم من الإطاعة والخير والشرّ إلى أنفسهم؛ إظهارا لجلالة حال اُولئك الخدم عندهم، وإشعارا بأنّهم في لزوم المراعاة والإطاعة ودفع الضرر عنهم وجلب النفع إليهم بمنزلة مَخاديمهم وفي حكمهم ، بحيث إنّه كلّ ما يصل إليهم فهو كالواصل إلى المخاديم » ۱ .
أقول : وممّا يشهد لذلك :
۶۴۹.ما رواه الكليني بإسناده عن حمزة بن بزيع ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل :« فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ »۲ فقال : إنّ اللّه عز و جل لا يأسف كأسفنا، ولكنّه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مربوبون ، فجعل رضاهم رضا نفسه، وسخطهم سخط نفسه ؛ لأنّه جعلهم الدعاةَ إليه، والأدلاّء عليه ، فلذلك صاروا كذلك، وليس أنّ ذلك يصل إلى اللّه ما يصل إلى خلقه ، لكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال : « من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة، ودعاني إليها » وقال : « مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ »۳ ، وقال : « إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ »۴ ، فكلّ هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء ممّا يشاكل ذلك ، ولو كان يصل إلى اللّه الأسف والضجر وهو الّذي خلقهما وأنشأهما ، لجاز لقائل هذا أن يقول : إنّ الخالق يبيد يوما ما ؛ لأنّه إذا دخله الغضب والضجَر دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمَن عليه