الإبادة ، ثمّ لم يعرف المكوِّن من المكوَّن، ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى اللّه عن هذا القول علوّا كبيرا ، بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة ، فإذا كان لا لحاجة استحال الحدّ والكيف فيه ، فافهم إن شاء اللّه تعالى . ۱
۶۵۰.عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن محمّد بن حمران، عن أسود بن سعيد، قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول ابتداء منه من غير أن أسأله : نحن حجّة اللّه ، ونحن باب اللّه ، ونحن لسان اللّه ، ونحن وجه اللّه ، ونحن عين اللّه في خلقه ، ونحن ولاة أمر اللّه في عباده . ۲
وبهذا نكتفي ونطوي عن ذكر الروايات الاُخرى كراهة التطويل . ۳
6 . وصل المنفصل وفصل المتّصل
من وجوه معاني القرآن عند أهل الذكر الّذين خوطبوا بالقرآن، واُوتوا العلم به، وعندهم علم الكتاب ، التصرّف في تقادير وصل الكلام وفصله، فبينا نراهم يفسّرون الآية بتقدير جزأي الكلام متّصلاً ، يفسِّرونها اُخرى بتقديرهما منفصلين، فيستنبطون من اعتبار الوصل معنى، ومن اعتبار الفصل معنى آخر، ومعرفة مواضع تعدّد اعتبارات الوصل والفصل مختصّة بهم . نعم قد يعلّموا غيرهم بنحو جزئي أو كلّي، ففي كلّ مورد لم نعلم بالتعدد أو شككنا فيه فالمرجع هو اُولو الأمر، إليهم مردّ الكتاب ، تباعا لقوله تعالى : «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ »۴ .
وممّا يدلّ على هذا الوجه :
۶۵۱.ما رواه البرقي بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من التفسير فأجابني ، ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك ! كنت