605
اسباب اختلاف الحديث

أجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ؟! فقال : يا جابر، إنّ للقرآن بطنا، وللبطن بطن، وله ظهر، وللظهر ظهر . يا جابر، ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ؛ إنّ الآية يكون أوّلها في شيء وآخرها في شيء، وهو كلام متّصل متصرَّف على وجوه . ۱

ويؤيِّده بل يدلّ عليه ما تقدّم من الروايات الدالّة على كون «القرآن ذلول، ذو وجوه، فاحملوه على أحسن الوجوه » ۲ ، ونحوها .
ويمكن أن يعتبر من أمثلته ما ورد من الروايات في تفسير آية «أهل الذكر » ، حيث فسِّر «الذكر » بالقرآن و بالرسول صلى الله عليه و آله ، و فسّر «أهلَ الذكر » بأهل البيت عليهم السلام . ولا شك أنّ السياق يشهد لكون الذكر هو التوراة، وأهل الذكر العالمون بها، وقد أمر اللّه بسؤالهم ليشهدوا بنبوّة النبي العربي الّذي وصّى به النبيّون من قبله عليه وآله وعليهم السلام ، ولكنّ الأئمّة عليهم السلام عمّموا الأمر بسؤال العالم، وحصروا المراد بـ «أهل الذكر » الّذين يجوز أن يُسألوا عن كلّ مجهول ويُجيبوا بأنفسهم .
ويشهد له أيضا :

۶۵۲.ما رواه العيّاشي عن أيّوب، قال :سمعته عليه السلام يقول : ولا تحلفوا باللّه صادقين ولا كاذبين ؛ فإنّ اللّه تعالى يقول : « وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لاِّيْمَـنِكُمْ »۳ ، قال : إذا استعان رجل برجل على صلح بينه وبين رجل فلا يقولنّ : إنّ عليّ يمينا ألاّ أفعل ، وهو قول اللّه : « وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لاِّيْمَـنِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ »۴ .

۶۵۳.وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام :« وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لاِّيْمَـنِكُمْ » ؟ قالا: هو الرجل يصلح بين الرجلين ۵ فيحمل ما بينهما من الإثم . ۶

1.المحاسن: ج۲ ص۷ ح۱۰۷۶ .

2.عوالي اللآلي : ج۱ ۱۱۲ ح۳۴۰ .

3.البقرة : ۲۲۴ .

4.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۱۱۲ ح۳۴۰ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۴ ص ۲۲۴ ح ۳۶.

5.في المصدر : «الرجل» والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

6.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۱۱۲ ح۳۳۸ ، بحار الأنوار: ج ۱۰۴ ص ۲۲۳ ح ۳۴ .


اسباب اختلاف الحديث
604

الإبادة ، ثمّ لم يعرف المكوِّن من المكوَّن، ولا القادر من المقدور عليه ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى اللّه عن هذا القول علوّا كبيرا ، بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة ، فإذا كان لا لحاجة استحال الحدّ والكيف فيه ، فافهم إن شاء اللّه تعالى . ۱

۶۵۰.عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن محمّد بن حمران، عن أسود بن سعيد، قال :كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأنشأ يقول ابتداء منه من غير أن أسأله : نحن حجّة اللّه ، ونحن باب اللّه ، ونحن لسان اللّه ، ونحن وجه اللّه ، ونحن عين اللّه في خلقه ، ونحن ولاة أمر اللّه في عباده . ۲

وبهذا نكتفي ونطوي عن ذكر الروايات الاُخرى كراهة التطويل . ۳

6 . وصل المنفصل وفصل المتّصل

من وجوه معاني القرآن عند أهل الذكر الّذين خوطبوا بالقرآن، واُوتوا العلم به، وعندهم علم الكتاب ، التصرّف في تقادير وصل الكلام وفصله، فبينا نراهم يفسّرون الآية بتقدير جزأي الكلام متّصلاً ، يفسِّرونها اُخرى بتقديرهما منفصلين، فيستنبطون من اعتبار الوصل معنى، ومن اعتبار الفصل معنى آخر، ومعرفة مواضع تعدّد اعتبارات الوصل والفصل مختصّة بهم . نعم قد يعلّموا غيرهم بنحو جزئي أو كلّي، ففي كلّ مورد لم نعلم بالتعدد أو شككنا فيه فالمرجع هو اُولو الأمر، إليهم مردّ الكتاب ، تباعا لقوله تعالى : «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ »۴ .
وممّا يدلّ على هذا الوجه :

۶۵۱.ما رواه البرقي بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من التفسير فأجابني ، ثم سألته عنه ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك ! كنت

1.الكافي : ج۱ ص۱۴۴ ح۶ .

2.الكافي: ج۱ ص۱۴۵ ح۷ .

3.إن شئت فراجع الكافي: ج۱ ص۱۴۵ ـ ۱۴۶ ح۸ و ۹ و ۱۱ عن هاشم بن أبي عمارة الجنبي و عليّ بن سويد وزرارة .

4.النساء : ۸۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 230432
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي