الخاتمة
بحثنا فيما تقدّم ـ بحمده تعالى وحسن توفيقه ـ عن ثمانين سببا من أسباب اختلاف الحديث ، وإن أضفنا إليها ما أشرنا إليه خلال المباحث ، زادت على المئة . والّذي منعني عن البحث عن الباقي مستقلاً اُمور ، منها : خوف الإطالة، والوثوق بأنّ القدر المبحوث عنه يعطينا اتّساعا في معرفة الأسباب، وبصيرةً فيما لم يُبحث عنه . مضافا إلى الدواعي والمصالح المقتضية لعدم التعرّض لبعض المباحث والجهات . ولم يكن ذلك عجزا، بل كانت عناصر البحث متوفّرة ومع ذلك امتنعت عنها لما ذكر.
ولا بأس بالإشارة إلى عدد من هذه الأسباب، علما أنّ محور البحث هو الأسباب التي تسبّب الاختلاف مباشرة، لا ما كان من أرضيّات الاختلاف ودواعيه، والأسباب هي: تعمّد الكذب، والنسيان ، وسوء الحفظِ ، وضعف النفسِ المقتضي لقبول التلقين ، والغلوّ، والعصبية، والانحياز المذهبي ، وقلّة الخبرة بمؤهَّلات التحديث، وبدائية آلات القرطاسية والاستنساخ وصناعة الطباعة و ما إلى ذلك ، وكذا بساطة قواعد الإملاء ، ومنع تدوين الحديث من قبل الحكومة والخلافة، والركون إلى نقل الصدر عن الصدر، ۱ والتضييق والمنع من الاتّصال بآل البيت عليهم السلام ، ورجوع الجهّال وروّاد العلم إلى أهل الكتاب والركون إلى