73
اسباب اختلاف الحديث

السبب الرابع : التخليط في المتن

من أسباب اختلاف الحديث التخليط ۱ في المتن ، إذ التخليط يكون في المتن تارة وفي الإسناد اُخرى ، والموجب للاختلاف هو الأوّل .

معنى التخليط وحكمه

التخليط في اللغة

أصله من «خلطتُ الشيء بغيره ؛ ضممته إليه ، فاختلط هو» ۲ .
ويقال : «اختلط فلان : فسد عقله ، ورجل خِلطٌ بيِّنُ الخَلاطة : أحمق، مُخالَط العقل ، فهو مختلط إذا تغيَّر عقله» ۳ . وأيضا «هجر يهجَر ـ بالفتح ـ هَجْرا : إذا خلّط في كلامه وهذى... » ۴ ، فلأنّ تخليط الكلام وتغييره بسبب المرض هو الهذيان بعينه ، وهو في الحقيقة ناشٍ من الخلط في المشاعر .

التخليط في الاصطلاح وحكمُه

ما ذكرناه من المعنى اللغوي قريب من معنى التخليط المصطلح في علوم الحديث . ۵ فيطلق

1.التخليط : مأخوذ من الخلط وهو الخبط؛ أي المزج (مقباس الهداية المطبوع ضمن تنقيح المقال : ج۳ ص ۸۱) .

2.المصباح المنير : ص ۱۷۷ (خلط) .

3.لسان العرب : ج۴ ص۱۷۸ ، الصحاح : ج۲ ص۱۱۲۴ (خلط ) .

4.النهاية في غريب الحديث : ج۵ ص۲۴۵ (هجر ) .

5.انظر مقباس الهداية : ج۲ ص۳۰۵ .


اسباب اختلاف الحديث
72

علاج الاختلاف :

لا ريب أنّ مفاد الحديث الأوّل بظاهره ـ المخالف للكتاب والسنّة القطعية والعقل ـ غير قابل للأخذ به ، فيحتاج إمّا إلى كشف وجه الاختلال، أو طرحه . اللّهم إلاّ أن يكون قابلاً للتأويل ۱ . وبالفحص والتتّبع في أحاديث العترة المطهّرة نعرف سرّه .

۴۴.روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال :قلت للرضا عليه السلام : يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ اللّه خلق آدم على صورته! فقال : قاتلهم اللّه ، لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : ياعبد اللّه ، لا تقل هذا لأخيك ؛ فإنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته . ۲

۴۵.وروى أيضا بإسناده عن عليّ عليه السلام قال :سمع النبيّ صلى الله عليه و آله رجلاً يقول لرجل : قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : مه، لا تقل هذا؛ فإنّ اللّه خلق آدم على صورته . ۳

فتبيّن رجوع الضمير في «صورته» إلى الرجل المسبوب ، وأنّ الاختلال بالتقطيع كان هو الموجب للاختلاف المزبور .

1.نحو ما روى الصدوق بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا يروون أنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته . فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها اللّه واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه ، والروح إلى نفسه فقال: « بَيْتِىَ » وقال: « نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى » (بحار الأنوار: ج۴ ص۱۳ ح۱۵ ) .

2.بحار الأنوار: ج۴ ص۱۱ ح۱ .

3.بحار الأنوار: ج۴ ص۱۲ ح۶ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 227366
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي