علاج الاختلاف :
لا ريب أنّ مفاد الحديث الأوّل بظاهره ـ المخالف للكتاب والسنّة القطعية والعقل ـ غير قابل للأخذ به ، فيحتاج إمّا إلى كشف وجه الاختلال، أو طرحه . اللّهم إلاّ أن يكون قابلاً للتأويل ۱ . وبالفحص والتتّبع في أحاديث العترة المطهّرة نعرف سرّه .
۴۴.روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال :قلت للرضا عليه السلام : يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ اللّه خلق آدم على صورته! فقال : قاتلهم اللّه ، لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : ياعبد اللّه ، لا تقل هذا لأخيك ؛ فإنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته . ۲
۴۵.وروى أيضا بإسناده عن عليّ عليه السلام قال :سمع النبيّ صلى الله عليه و آله رجلاً يقول لرجل : قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : مه، لا تقل هذا؛ فإنّ اللّه خلق آدم على صورته . ۳
فتبيّن رجوع الضمير في «صورته» إلى الرجل المسبوب ، وأنّ الاختلال بالتقطيع كان هو الموجب للاختلاف المزبور .
1.نحو ما روى الصدوق بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عمّا يروون أنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته . فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها اللّه واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه ، والروح إلى نفسه فقال: « بَيْتِىَ » وقال: « نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى » (بحار الأنوار: ج۴ ص۱۳ ح۱۵ ) .
2.بحار الأنوار: ج۴ ص۱۱ ح۱ .
3.بحار الأنوار: ج۴ ص۱۲ ح۶ .