مورد الاختلاف :
الحديث الأوّل يثبت للّه تعالى صورةً كصورة آدم عليه السلام ـ و العياذ باللّه ـ ، ويدلّ الحديث الثاني وما يعاضده من الأحاديث المتواترة على أنّ اللّه تعالى لا يحدّ بوصف، ولا يوصف بحدّ، ولا بشيء من أوصاف المخلوقين؛ لكونها من سمات المخلوقية ، فينزّهه تعالى عن ذلك . وقد تقدّم ۱ بعض ما يبيّن وجه الاختلاف وعلاجه ، ونضيف إليه ما يلي :
۵۰.روى الكليني قدس سره بإسناده عن حمزة بن محمّد، قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة ، فكتب : سبحان من ليس كمثله شيء ؛ لا جسم ولا صورة. ۲
علاج الاختلاف :
ولا ريب أنّ مفاد الحديث الأوّل بظاهره ـ المخالف للكتاب والسنّة القطعية والعقل ـ غير قابل للأخذ به ، فلابدّ من علاجه بكشف وجه الاختلاف أو طرح الحديث المذكور . اللّهم إلاّ أن يكون قابلاً للتأويل . لكن بالفحص في أحاديث العترة الطاهرة نعرف سرّه ؛ فقد ؛
۵۱.روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال :قلت للرضا عليه السلام : يابن رسول اللّه ، إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ اللّه خلق آدم على صورته ؟! فقال : قاتلهم اللّه ؛ لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبحّ اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : ياعبد اللّه ، لا تقل هذا لأخيك ؛ فإنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته» ۳ .
۵۲.وروى أيضا بإسناده عن عليّ عليه السلام قال :سمع النبيّ صلى الله عليه و آله رجلاً يقول لرجل : قبح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : مه، لاتقل هذا؛ فإنّ اللّه خلق آدم على صورته» ۴ .
۵۳.وروى ابن حنبل بإسناده عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا ضرب أحدكم فليتجنّب