قال : ثم قال : مَن أطاع اللّهَ أُطيع ، أي البلاد أحب إليك ؟
قال : قلت : الكوفة .
قال : بالكوفة فكن .
قال : سمعت أخا النون بالكوفة .
قال : فبقيت متعجبا من قول جابر ، فجئت فإذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا ، قال : فسألت القوم هل قام أو تنحّى ؟ قال : فقالوا : لا .
وكان سبب توحيدي أن سمعت قوله بالأُلوهية في الأئمّة. ۱
هذا حديث موضوع لا شكّ في كذبه ، ورواته كلّهم متهمون بالغلو والتفويض ، فهو كالسابق في ضعف سنده ووضعه .
13 . حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني محمّد بن نصير ، عن محمّد بن عيسى ، وحمدويه بن نصير ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى ، قال : كنت جالسا مع أبي مريم الحنّاط ، وجابر عنده جالس ، فقام أبو مريم ، فجاء بدورق من ماء بئر منازل بن عكرمة ، فقال له جابر : ويحك يا أبا مريم ! كأنّي بك قد استغنيت عن هذه البئر ، واغترفت من هاهنا من ماء الفرات .
فقال له أبو مريم : ما ألوم الناس أن يسمّونا كذابين ـ وكان مولى لجعفر عليه السلام ـ ، كيف يجيء ماء الفرات إلى هاهنا ؟!
قال : ويحك ! إنّه يحتفر هاهنا نهر ، أوله عذاب على الناس ، وآخره رحمة يجري فيه ماء الفرات ، فتخرج المرأة الضعيفة والصبي فيغترف منه ، ويجعل له أبواب في بني رواس ، وفي بني موهبة وعند بئر بني كندة ، وفي بني فزارة حتّى تتغامس فيه الصبيان .
قال علي : إنّه قد كان ذلك ، وإنّ الذي حدّث علي وعمر لعلّ أنّهُ قد سمع بهذا