331
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

ويظهر التعارض بين الرواية الذامة والروايات المادحة في رجال الكشّي . علما أنّ الرواية الذامة لا يثبت بها الذم ؛ لأنّها مخالفة للواقع ، حيث إنّ صحبة جابر بن يزيد للإمامين مشهورة أشار إليها الكشّي والنجاشي والطوسي ، وظاهرة في أخباره الكثيرة عنهما حتّى اختلفوا في أحاديثه واحتاجوا إلى سؤال الإمام عليه السلام عن أحاديثه ، فأجابهم الإمام بصدقة وكذَّب المغيرة ، كما في الرواية رقم « 1 » الصحيحة السند .
أمّا الروايات المادحة ، فواحدة صحيحة السند ، وما عداها ضعيف أو من وضع الغلاة فيه . والرواية المتقدّمة في مدحه ، والقول المنقول عن ابن الغضائري ، وما جاء في الرسالة العددية للشيخ المفيد يتعارض مع قول النجاشي فيه بأنّه مخلط ، وما نقله عن الشيخ المفيد أنّ في شعره ما يدلّ على الاختلاط .
ولعلّ التخليط الذي أشار إليه النجاشي ناتج عن ما وضعه الغلاة عنه وليس منه .
فتبقى الرواية المادحة ، الصحيحة السند والمنقولة بطريقين بلا معارض ، فلابدّ من عدّه من الثقات الأجلاء ، لكن يجب النظر في روايته فما كان عن الضعفاء الغلاة الذين أشار إليهم ابن الغضائري والنجاشي وغيرهم ، فهي لا تقبل ، بل بعضها موضوع ، وما جاء بسند صحيح تصح الرواية عنه .
لذا عدّه العلاّمة في القسم الأوّل من الخلاصة المختص بالموثقين ، وأشار لما جاء فيه ، ثم قال : والأقوى عندي التوقّف فيما يرويه هؤلاء ، كما قال الشيخ ابن الغضائري رحمه الله. ۱
وذكره محمّد طه نجف في القسم الثالث المختص بالضعفاء، ۲ كما ذكره في القسم الأوّل المختص بالموثقين .
ودرسه البهبودي في الضعفاء. ۳

1.خلاصة الأقوال : ص ۹۵ .

2.رجال ابن داوود : ص ۶۱ و۲۳۵ .

3.معرفة الحديث : ص ۱۲۳ ـ ۱۲۴ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
330

الحديث قبل أن يكون. ۱
الرواية ضعيفة السند؛ لجهالة عروة بن موسى الذي ليس له ذكر في كتب الرجال.
وقال ابن الغضائري : إنّ جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ، ثقة في نفسه ، ولكن جلَّ من روى عنه ضعيف ، فممّن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ، ومفضّل بن صالح ، والسكوني ، ومنخل بن جميل الأسدي. ۲
وفي خلاصة الأقوال نقل العلاّمة الحلّي ما قاله السيّد العقيقي ، وابن عقدة : قال السيّد علي بن أحمد العقيقي العلوي : روي عن أبي عمار بن أبان ، عن الحسين بن أبي العلاء ، أنّ الصادق عليه السلام ترحم عليه ، وقال : إنّه كان يصدق علينا .
وقال ابن عقدة : روى أحمد بن محمّد بن البرّاء الصائغ ، عن أحمد بن الفضل بن حنان بن سدير ، عن زياد بن أبي الحلال : إنَّ الصادق عليه السلام ، ترحّم على جابر ، وقال : إنَّهُ كان يصدق علينا ، ولعن المغيرة ، وقال : إنّه كان يكذّب علينا. ۳
وظاهر الخبرين هو نص ما نقله الكشّي في الرواية الأُولى من الروايات المادحة بسند صحيح .
إلاّ أنّ طريق السيّد العقيقي طريق آخر للرواية ينتهي إلى الحسين بن أبي العلاء وطريق ابن عقد والكشّي ينتهي إلى زياد بن أبي الحلاّل .
وقال النجاشي : جابر بن يزيد . . . روى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا منهم : عمرو بن شمر ، ومفضّل بن صالح ، ومنخل بن جميل ، ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطا ، وكان شيخنا أبو عبداللّه ؛ محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه اللهينشدنا أشعارا كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط ، ليس هذا موضعا لذكرها. ۴

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۴۹ الرقم ۳۴۸ .

2.خلاصة الأقوال : ص ۹۴ ؛ الرجال لابن الغضائري : ص ۱۱۰ الرقم ۱۶۰ ، المستدركات .

3.خلاصة الأقوال : ص ۹۴ .

4.رجال النجاشي : ص ۱۲۹ الرقم ۳۳۲ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 180085
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي